هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من مدينة الفاشر السودانية لا يزالون في عداد المفقودين.
سيلين ساري تكتب: الإمارات لم تكتف بتمويل الحرب، هي أعادت تشكيل خريطة السودان نفسها، أنشأت قواعد في الصومال الشمالي لنقل الأسلحة، دفعت بإثيوبيا لتكون ممرا بريا ولوجستيا، دعمت مليشيا الدعم السريع لتفكيك الدولة المركزية
يشهد إقليم دارفور في غرب السودان تصعيدا جديدا في حدة المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، مع إعلان مصادر عسكرية عن تنفيذ سلاح الجو التابع للجيش ضربات دقيقة استهدفت مواقع ومخازن أسلحة للدعم السريع.
تشهد مدينة الفاشر في غرب السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد سيطرة قوات الدعم السريع، مع تصاعد أعمال العنف والانتهاكات وارتفاع معدلات سوء التغذية، فيما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة وتطالب بتحرك دولي عاجل.
قالت لجان إغاثية سودانية، الاثنين، إن "قوات الدعم السريع" استهدفت بطائرات مسيرة منطقتي كرنوي والطينة، بما فيها مستشفى الأطفال في كرنوي، شمالي ولاية شمال دارفور غرب السودان.
توسعت دائرة سيطرة قوات الدعم السريع السودانية بعد التطورات الأخيرة في مدينة الفاشر، لتستحوذ على كل ولايات إقليم دارفور الخمس الواقعة غرب البلاد، من أصل 18 ولاية سودانية، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط بما في ذلك العاصمة الخرطوم..
أدان المجلس العربي، برئاسة الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي، المجازر الدامية والانتهاكات الواسعة التي تشهدها مدينة الفاشر بإقليم دارفور في السودان، متهماً مليشيات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة وتهجير قسري بدعم عسكري ولوجستي من النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة. وحذّر المجلس في بيان صدر بتاريخ 31 أكتوبر 2025 من مخطط إقليمي ودولي لتقسيم السودان وتحويله إلى كيانات متناحرة، معتبراً أن استمرار الصمت العربي والدولي “خيانة لقضية السودان” وتهديد مباشر للأمن القومي العربي ووحدة الأمة.
في ظل الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين، يكشف النزاع عن وجه اقتصادي مظلم يشكل تهديدا مصيريا لمستقبل البلاد. عمليات تهريب الذهب والنفط والصمغ العربي لم تعد مجرد نشاطات غير قانونية، بل أصبحت أداة تمويل مباشرة للحرب، تقودها مليشيات محلية وشركات أجنبية، فيما يبقى المواطن العادي ضحية الجوع والفوضى وانهيار الاقتصاد.
يمر السودان بمرحلة حرجة بعد انسحاب قوات الجيش من مدينة الفاشر إثر حصار دام 18 شهراً فرضته قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات من مؤامرة دولية وصهيوإماراتية تهدف إلى زعزعة الأمن واستهداف المدنيين، فيما تؤكد الحكومة ووالي شمال كردفان صمود المدن واستقرارها، وتواصل القوات المسلحة والمقاومة الشعبية جهودها لتحرير الأراضي، مع تصدي السلطات لحملات إعلامية مضللة وملاحقة مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين، في وقت تحذر فيه الشخصيات السياسية والإعلامية من خطورة التفكك الداخلي للجيش والحلفاء.
طالب السودان، المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والحقوقية بإدانة جرائم قوات الدعم السريع، بحق المدنيين والتحرك العاجل لوقفها.
عوض حسن إبراهيم يكتب: منذ عام ونصف تضرب قوات الدعم السريع حصارا كاملا على المدينة الصامدة التي أصبحت رقما صعبا في معادلة حرب السودان؛ سقوطها في يد التمرد يعني سيطرته على كامل إقليم دارفور (ما يعادل ثلث مساحة السودان) وامتلاكه لكرت المناورة بالانفصال وتأسيس دولة خطط الغرب لها، لتكون الثانية بعد جنوب السودان في مشروع تفكيك السودان إلى خمس دويلات صغيرة، بلا إرادة، وخاضعة لخطة إعادة الاستعمار بشكله الجديد، وإن لم تنفصل دارفور اتخذ منها الدعم السريع نقطة للهجوم على كردفان، وربما يفكر في العودة إلى أمدرمان في ظل تدفق الإمدادات العسكرية والبشرية من كل حدود السودان
كشفت وكالة "فرانس برس" عن أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها المدنيون في مدن سودانية محاصرة، حيث يضطر بعض السكان إلى أكل أوراق الشجر بسبب انعدام الغذاء، فيما تتحدث تقارير عن انتهاكات وحصار شامل تفرضه قوات الدعم السريع على مدن في دارفور وجنوب كردفان.
أدانت المحكمة الجنائية الدولية علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم "علي كوشايب"، كأول قائد ميليشيا في السودان يُحاكم بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور
وسط أتون الحرب السودانية التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023، يفر آلاف المدنيين من دارفور والخرطوم إلى جنوب السودان، حاملين معهم قصص الفقد والرعب. من قتل أفراد أسرهم إلى خسارة منازلهم وممتلكاتهم، يعيش هؤلاء اللاجئون مخاوف دائمة من استهدافهم سواء من قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني.
أعرب المبعوث الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس عن أمله في دخول مساعدات إنسانية "خلال الأيام المقبلة" إلى مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام وتشهد تصاعدا لأعمال العنف.