تناول تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تفاصيل مثيرة عن "
مدينة البيض" في أمريكا والتي لا تقبل دخول مجتمعات وعرقيات محددة، بينها
اليهود والمثليين.
وأُنشئ المجتمع المثير للجدل في جبال أوزارك النائية بولاية أركنساس الأمريكية، تحت اسم "العودة إلى الأرض". يهدف هذا المجتمع إلى جمع السكان البيض فقط، ويُدار تحت قيادة إريك أرويل، القادم من كاليفورنيا، والذي يروج لفكرة تفوق العرق الأبيض.
أكد التقرير أن مجتمع البيض الجديد يطبق قواعد صارمة تمنع دخول اليهود، والسود، ومجتمع الميم (المثليين) ، ما يعكس تصاعد اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.
وفي فيديو له على منصة يوتيوب، يُصرّح أرويل، الذي يتابعه 20 ألف مشترك، قائلاً: "إذا أردتَ أمةً بيضاء، فعليك بناء مدينة بيضاء".
اظهار أخبار متعلقة
يقع المجتمع على مساحة 160 فدانًا ويضم حوالي 40 شخصًا، بينهم 6 أطفال. يعمل سكانه على بناء مساكنهم الخاصة، حفر الآبار، وإنشاء مدرسة للأطفال ومركز مجتمعي. يُعرّف المجتمع نفسه كجمعية مخصصة للأشخاص ذوي الأصول الأوروبية والمعتقدات التقليدية، ويركز على تعزيز القيم الأسرية والمبادئ القديمة.
رغم أن المجتمع يروّج لنفسه كـ"مجموعة خاصة"، إلا أن نشاطه يُثير موجة من الانتقادات بسبب نهجه العنصري وقوانينه التي تعيد إلى الأذهان قوانين الفصل العنصري التي ألغيت رسميًا في الستينيات. ويدعو المجتمع الأعضاء للتبرع لدعم مشاريعه، بما في ذلك المساعدات القانونية وبناء المستوطنات الجديدة. يهدف "العودة إلى الأرض" إلى التوسع من خلال إنشاء 4 مستوطنات إضافية في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، في جبال أوزارك، الجنوب العميق، وجبال الأبلاش.
على الرغم من تأكيد أرويل وزملائه على أن المجتمع لا يسعى لإيذاء الآخرين، إلا أن القوانين الأمريكية، مثل قانون الحقوق المدنية لعام 1968، تمنع التمييز العنصري، مما يجعل وجود هذا المجتمع موضع تساؤل قانوني. يعتمد قادة المجتمع على استغلال الثغرات القانونية لتجنب المساءلة، حيث يتم التعامل مع المستوطنة كجمعية أصدقاء خاصة، ولا يسمح للأعضاء بالانضمام إلا بعد اجتياز اختبارات قبول صارمة.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت "يديعوت"، إن زعماء المجتمع، مثل أرويل وبيتر سري، يستخدمون رموزًا وأرقامًا مرتبطة بحركات تفوق العرق الأبيض والنازية الجديدة، مثل الرقم "1488"، الذي يشير إلى شعارات
عنصرية معروفة. كما يعبرون بشكل علني عن "معاداتهم للسامية"، حيث نشر سري تصريحات مسيئة لليهود، واتهمهم بمحاولة "تقويض" المجتمع.
وانتقد الكثيرون هذا المشروع باعتباره إحياءً لقوانين الفصل العنصري، في حين يصف أرويل وسكان المجتمع أنفسهم بأنهم "مجتمع محب" يحمي ثقافتهم. في المقابل، يرى معارضوهم أن مثل هذه المجتمعات تعزز العنصرية وتثير الانقسامات في المجتمع الأمريكي.
يرى أرويل أن العرق "ليس مجرد لون بشرة"، بل يشمل اختلافات جينية وثقافية. كما يؤكد أن المجتمع الأبيض مهدد بالهجرة والتغيرات الثقافية، داعيًا إلى الحفاظ على الهوية العرقية الأوروبية. ورغم محاولاته لتقديم نفسه بشكل معتدل، فإن تصريحاته السابقة تشير إلى إعجابه بشخصيات مثيرة للجدل مثل هتلر.