دعوى قضائية ضد أمين عام "حزب الله".. ومعركة دبلوماسية تسبق التمديد لليونيفيل
لندن- عربي2120-Aug-2506:53 AM
0
شارك
نواب وشخصيات سياسية لبنانية تشكو الأمين العام لحزب الله "نعيم قاسم" للقضاء- الأناضول
أعلن عدد من النواب والشخصيات السياسية وممثلون
عن أحزاب "الجبهة السيادية" في لبنان، عقب اجتماع وُصف بـ"الطارئ" انعقد في بيروت، أنهم
سيتقدمون بشكوى، أمام النيابة العامة التمييزية، ضد الأمين العام لحزب
الله "نعيم قاسم"، وذلك على خلفية تصريحاته الأخيرة، التي اعتبروها: "تثير
النعرات الطائفية وتعرض البلاد لخطر الحرب الأهلية".
وبحسب بيان، صدر عقب اللقاء نفسه، فإن قد تمّ تكليف: "النائب اللواء أشرف ريفي للقيام بسلسلة اتصالات مع باقي النواب، للتقدم بالشكوى الجزائية لدى النيابة العامة التمييزية ضد "الشيخ نعيم قاسم" وكل من يظهره التحقيق ومن وصفوه بـ"الشريك والمحرض والفاعل".
وحضر الاجتماع،
النواب: "أشرف ريفي، جورج عقيص، كميل شمعون، وإيلي خوري، والنائب السابق ايدي
أبي اللمع، وإيلي محفوض، وعبد المجيد عواض".
التهمة..
"تعريض لبنان لخطر قاتل" جاء في البيان، وفق تفاصيل نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أنّه: "في
ظل عهد واعد مع رئيس الجمهورية السيادي بامتياز، ورئيس حكومة شجاع بامتياز، وحكومة
قررت إنهاء الحالة الشاذة لفلتان السلاح من خلال تنظيم مسلح ترعاه وتشغله إيران،
أطل علينا نعيم قاسم بسلسلة من التصريحات التي هدد خلالها الشعب اللبناني برمته،
معرضًا لبنان واللبنانيين للخطر القاتل".
وأضاف النواب، عبر بيانهم: "لأن السكوت عن ما يقترفه الشيخ قاسم وتنظيمه المسلح سوف يعرض
اللبنانيين للخطر الداهم، قرر المجتمعون اللجوء إلى القضاء اللبناني، كي يتحرك
فورًا تجاه المشكو منه وقبل فوات الأوان".
إلى ذلك، كان نعيم
قاسم، قد أثار في الجمعة الماضية، مخاوف من شبح حرب أهلية، ولوّح بأنه لن تكون هناك
"حياة" في لبنان إذا حاولت الدولة مواجهة الجماعة؛ كما حذّر خلال خطاب له، الحكومة
اللبنانية، من أنّ: "المقاومة في لبنان لن تسلم سلاحها طالما أن الاحتلال قائم وإنها
تتحمل المسؤولية عن أي فتنة قد تحصل".
أيضا، وجّه قاسم تهما إليها بـ"خدمة المشروع الإسرائيلي في
المنطقة"، مشيرا إلى جاهزية حزبه لخوض معركة، في سبيل الحفاظ على سلاح المقاومة،
وتابع: "سنخوض هذه المعركة الكربلائية في مواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي".
الله اكبر الله اكبر دماءنا وارواحنا فدا المقاومة
الشيخ نعيم قاسم وبكلام حاسم : لن نسلم السلاح وسنخوض حربا كربلائية ضد اميركا واسرائيل وللتحمل الحكومة انفجار البلد واما ان يبقى لبنان ونبقى معا او على الدنيا السلام pic.twitter.com/V6LeOtfB6B
وعقب خطاب
أمين عام حزب الله، سارع رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، إلى التنديد
بـ"التهديد المبطن بالحرب الأهلية"، وقال في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": لا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد
والتلويح بها مرفوض تماما"، محذرا في الوقت ذاته ممّا وصفها بـ"التصرفات للاّ مسؤولة التي
تشجع على الفتنة".
من حديثي اليوم لجريدة "الشرق الأوسط":
كلام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يحمل تهديدا مُبطنا بالحرب الأهلية، ولا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً.
الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أميركيا إسرائيليا هو حديث مردود ...…
وأضاف سلام بأنّ:
"الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أمريكيا إسرائيليا هو حديث
مردود (..) قراراتنا لبنانية صرف، تصنع في مجلس وزرائنا ولا أحد يمليها علينا".
وأوضح بأنّه خلال لقاءه مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أعرب له عن رفضه لتصريحات
بعض المسؤولين الإيرانيين، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها
السلطات الدستورية في البلاد، لا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً.
اظهار أخبار متعلقة
إيران متمسكة
بحزب الله ولبنان تعده تدخلًا قبل نحو
أسبوع، قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، إن: "طرح فكرة
نزع سلاح حزب الله هي ليست المرة الأولى وستفشل كما فشلت سابقاً"، وأكّد أنّ إيران تدعم أيّ قرار يتخذه حزب الله بشأن سلاحه، مشدداً على أنّ: "طهران
تدعم الحزب اللبناني عن بُعد لكن دون التدخل في قراراته".
وفي وقت سابق،
أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن بلاده لا تتدخل في شؤون
لبنان الداخلية، مشدداً على أنها تدعمه دوماً في جميع الظروف، مضيفا بأنّ:
"إيران لا تقبل نهج القوى الكبرى القائم على تحديد مهل محددة"، في إشارة
لمهلة نزع سلاح حزب الله.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس عون عن زيارة لاريجاني: "كنت
واضحًا بأن إيران دولة صديقة ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة وعلى
إيران أن تكون صديقة للمكونات اللبنانية كافة وليس لفئة واحدة".
أنا مسؤول الأمن القومي بإيران، وبقولها بصراحة: إيران ما إلها أي نيّة تتدخّل بشؤون أي دولة، ومنها لبنان.
الدولة اللبنانيّة بتتحاور مع كلّ الطوايف، وبتوصل لنتيجة، وأي نتيجة بتوصل إلها نحنا منقبل فيها.
اللي بيتدخّل بشؤون لبنان هو اللي بيعطيكن خطّة وجدول زمني من… pic.twitter.com/T7r48NN3Ah
— Ali Larijani | علی لاریجانی (@alilarijani_ir) August 13, 2025
وخلال زيارته
إلى لبنان الأثنين 18 آب/ أغسطس، قال الموفد الأمريكي، توم براك:" إن على حزب
الله أن يرى الخيار الأفضل"، متسائلًا: "هل من خيار أفضل من حصر السلاح؟".
إلى ذلك اعتبر أنّ حصر السلاح هو فرصة حقيقية للسلام والازدهار يخدم الطائفة الشيعية"،
وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها مصطلح "الشيعة" والتي عدها محللون
سياسيون بـ"محاولة لتفكيك حزب الله".
وأضاف بأن: "إيران
شريكة في قضية نزع سلاح حزب الله، فيما أكد أن: "الحكومة اللبنانية قامت بالخطوة
الأولى، والآن على إسرائيل أن تقوم بخطوة في المقابل".
حزب الله قد
يلجأ إلى "التصعيد" كان مجلس
الوزراء اللبناني قد وافق في الـ7 من آب/أغسطس على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة
التي قدمها الجيش اللبناني بشأن تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين
الثاني/ نوفمبر 2024 وذلك من أجل تعزيز ما وصف بالحل الدائم والشامل، عقب تكليفه بوضع خطة
تطبيقية لحصر السلاح بيد القوى الأمنية قبل نهاية العام الحالي، ما أحدث انقساما
سياسيا بين مؤيد ومعارض.
وبحسب باحثين لدى
"مجموعة الأزمات الدولية"، فإنّ حزب الله "قد يلجأ إلى
التصعيد" إذا أحسّ بخسارة وشيكة لسلاحه، مرجّحين أن يُطلق الحزب شرارة أزمة
سياسية في البلاد، باستقالة جميع الوزراء الشيعة الخمسة من الحكومة، ولربما يجد
الجيش اللبناني نفسه تحت وطأة ضغوط متزايدة تدفعه دفعاً إلى المواجهة مع الحزب في
سيناريو يحرص قادة لبنان بشدة على عدم حدوثه.
اظهار أخبار متعلقة
تحذير من أي
تغيير في ولاية اليونيفيل بالتزامن مع بدأ
مجلس الأمن الدولي في مناقشة مشروع قرار تمديد ولاية قوة اليونيفيل، اعتبر الرئيس
اللبناني، جوزيف عون، أنّ أي تغيير بمهام القوة الأممية من شأنه أن يؤثر سلبا على
الوضع في جنوب البلاد الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه؛ وتأتي
المباحثات في مجلس الأمن بعدما أعلنت السلطات اللبنانية التزامها نزع سلاح حزب
الله قبل نهاية العام، في إطار تطبيق وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
Met today with @LBpresidency Aoun, who reaffirmed Lebanon’s commitment to Resolution 1701 and the importance of UNIFIL’s continued presence in the south to support @LebarmyOfficial and assist local communities. Our close coordination with LAF remain key to help restore stability. pic.twitter.com/07GdBAlvtM
ومع بدأ مجلس
الأمن في مناقشة مسوّدة قرار قدّمتها فرنسا لتمديد ولاية قوات الـ"يونيفل"
لعام إضافي، قبيل التصويت النهائي لأعضاء المجلس في 25 من الشهر الجاري،
فإنّ المعطيات تفيد بأن واشنطن، رغم معارضتها القوية للتجديد ومطالبتها رسمياً
بإعلان إنهاء مهمة القوات الدولية تمهيداً لانسحابها، خلال ستة أشهر فقط، إلاّ أنّ هناك إمكانية موافقتها المشروطة لمدة سنة واحدة، لتكون
فرصة أخيرة للحكومة اللبنانية.