سياسة دولية

مقتل 149 جنديا من الجيش المالي في هجمات شنها تنظيم مرتبط بالقاعدة

تصاعد العنف في منطقة الساحل بعد انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة- CCO
تصاعد العنف في منطقة الساحل بعد انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة- CCO
أعلن الجيش في مالي الأربعاء، أن أكثر من 149 جنديا قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في هجمات منسقة في عدة مناطق في أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة نفذوا هذا الهجوم.

ويأتي الهجوم في ظل تصاعد العنف في منطقة الساحل بعد انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتراجع الدعم الدولي لمكافحة الإرهاب، ويندرج ضمن سلسلة من الهجمات المتزايدة التي تنفذها الجماعة في مالي والمناطق المجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر.

وفي وقت سابق، نفذت الجماعة التي تطلق على نفسها "نصرة الإسلام والمسلمين"، هجمات مماثلة، مثل هجوم مطلع حزيران/ يوليو 2025 على سبع مدن وبلدات في غرب ووسط مالي، حيث أدى إلى مقتل عشرات الجنود وتدمير معدات عسكرية.

كما ذكرت شبكة "بي بي سي" الشهر الماضي أن جماعة نصرة الإسلام تكثف هجماتها في المناطق الحضرية، مستغلة انسحاب قوات الأمم المتحدة وتراجع الدعم الغربي، مما يعزز قدرة الجماعة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق.

اظهار أخبار متعلقة


من جانبه، أكد المركز العالمي لمسؤولية الحماية أن العنف في الساحل، بما في ذلك مالي، يشمل انتهاكات خطيرة مثل الإعدامات خارج نطاق القانون، والتي تُرتكب أحيانًا من قبل القوات الحكومية والجماعات المسلحة على حد سواء، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.

وفي سياق متصل، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش ، 22تموز/ يوليو 2025 إلى أن الجيش المالي والمجموعة الروسية فاغنر ارتكبوا إعدامات ميدانية واختفاءً قسرياً بحق مدنيين من عرقية الفولاني في عدة مناطق.

وتوسعت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بالقاعدة، بسرعة وأصبحت القوة المسلحة الأبرز في المنطقة، حيث بلغ عدد مقاتليها حوالي 6,000 وتسيطر على مناطق واسعة في مالي وبوركينا فاسو، وتُنفذ هجمات وتفرض نوعا من الحكم المحلي بما فيها المحاكم والمدارس، وفقا لتقارير.

وتشهد مالي هجمات متصاعدة من عدة جماعات مسلحة حيث تزايدت بوتيرة كبيرة  منذ عام 2012 عقب سقوط شمال البلاد بيد تحالف من الطوارق والحركات المسلحة. 

اظهار أخبار متعلقة


وخلال السنين الماضية ثبّت تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والجماعات المتفرعة عنها، مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، من وجودها في مساحات واسعة من وسط مالي وشمالها.

ورغم التدخل العسكري الفرنسي عام 2013 عبر عملية “سرفال” ولاحقا “برخان”، ثم بعثات الأمم المتحدة (مينوسما)، ظلّت الهجمات تتجدد بوتيرة عالية، مستهدفة الجيش المالي وقوات الأمن، خصوصا في مناطق موبتي، غاو، وتمبكتو.

ويأتي تصاعد العنف في وقت انسحبت فيه القوات الفرنسية والدول الأوروبية، بينما تواجه الحكومة الانتقالية في باماكو تحديات أمنية واقتصادية متفاقمة، وسط اعتماد أكبر على الشراكة مع روسيا ومجموعة “فاغنر” لمواجهة المسلحين.
التعليقات (0)

خبر عاجل