تدهور خطير في أوضاع سجن "بدر 3" ومحاولات انتحار جماعية بين المعتقلين

كشف مركز الشهاب لحقوق الإنسان عن تدهور مقلق في الأوضاع الإنسانية داخل سجن بدر 3 بمصر، مشيراً إلى تصاعد محاولات الانتحار والإضراب عن الطعام بين السجناء السياسيين، بما يعكس حالة يأس غير مسبوقة في ظل ظروف احتجاز "قاسية وممنهجة".

وبحسب التقرير الصادر أمس الخميس، شهد القطاع (2) من السجن خلال النصف الأول من آب/أغسطس الماضي سلسلة من محاولات الانتحار، من بينها محاولة الجراح سيد هيكل، تلتها محاولات مشابهة لأمين الصيرفي، وخالد سعيد مرسي (ابن شقيق الرئيس الراحل محمد مرسي)، وعبد الله شحاتة. 



كما أقدم السجين السياسي أسعد الشيخة على ابتلاع كمية كبيرة من الأدوية بعد مشادة مع ضباط الأمن الوطني، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وأشار التقرير إلى أن عدد محاولات الانتحار وصل إلى 16 بحلول العاشر من الشهر نفسه، فيما تكررت المحاولات لدى بعض السجناء، من بينهم خليل العقيد الذي قطع شرايين يده واضطر إلى 36 غرزة جراحية قبل أن يُزج به في زنزانة انفرادية بدل توفير الرعاية الطبية له.

ووثّق المركز حالات صحية حرجة طالت عدداً من الشخصيات السياسية، أبرزهم محمد البلتاجي الذي نُقل إلى المستشفى بعد سقوطه مغشياً عليه، وأحمد عارف الذي يواصل إضرابه عن الطعام مشترطاً زيارة لجنة حقوقية مستقلة، فضلاً عن تدهور أوضاع كل من باسم عودة، خالد الأزهري، محمد سعد عليوة، أسامة ياسين، أسعد الشيخة وأمين الصيرفي.

اظهار أخبار متعلقة

كما أشار التقرير إلى إجراءات قمعية داخل السجن، منها مصادرة المقتنيات الشخصية للسجناء في 11 اب/أغسطس الماضي، وتهديد بعضهم بـ"التغريب" إلى سجن الوادي الجديد. ونقل التقرير شهادة ضابط في الأمن الوطني أكد وجود "تعليمات مباشرة من رئاسة الجمهورية بعدم نقل أي حالة حرجة إلى المستشفى لتفادي تسريب الأخبار".

ولفت المركز إلى أن منذ 12 آب/أغسطس الماضي يعيش السجناء السياسيون في حالة عزلة تامة بعد تغيير طاقم الضباط والحراس بالكامل، بينما يواصل 21 سجيناً إضرابهم عن الطعام وسط حرمان متعمّد من الرعاية الطبية.

ودعا مركز الشهاب لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي مستقل بشأن أوضاع سجن بدر 3، وتمكين لجان حقوقية محايدة من زيارته، محذراً من أن استمرار هذه الانتهاكات "يمثل تهديداً مباشراً لحياة المحتجزين وانتهاكاً صارخاً لأبسط حقوقهم الإنسانية".