اقتصاد دولي

أول خفض للفائدة الأمريكية في 2025 يربك الأسواق.. وترقّب عربي واسع

خفض الفائدة الأميركية يربك الاقتصاد العالمي والعربي- جيتي
خفض الفائدة الأميركية يربك الاقتصاد العالمي والعربي- جيتي
تشهد الأسواق العالمية هذا الأسبوع سباقًا مكثفًا لقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، في تحركات ستؤثر على نصف العملات العشر الأكثر تداولًا في العالم، وتمس خُمسي الاقتصاد العالمي.

ويأتي في الواجهة أول خفض للفائدة الأمريكية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب ولايته الثانية، في خطوة طالما سعت إليها إدارته وتواجه مخاوف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية.

اظهار أخبار متعلقة




وأفادت"بلومبيرغ" بأن المواجهة بين ترامب الذي يضغط بقوة لخفض تكاليف الاقتراض، مقابل باول الذي يخشى من التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية، مع ذلك، إشارات الضعف في سوق العمل أعطت الضوء الأخضر لمعظم الاقتصاديين لتوقع خفض ربع نقطة مئوية.

 وتتراوح أسعار الفائدة منذ كانون الأول/ديسمبر بين 4.25% و4.50%، ما أثار غضب ترامب الساعي إلى خفض تكاليف الاقتراض ودعم النمو بحسب "فرانس برس".

وبالتوازي، أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية ارتفاع طلبات إعانات البطالة الأسبوعية بمقدار 27 ألف طلب لتصل إلى 263 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 6 أيلول/ سبتمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى 235 ألف طلب فقط.

ويعكس هذا الرقم ضعفاً ملموساً في سوق العمل الأمريكي ويزيد من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات تيسيرية لدعم الاقتصاد، كما تشير البيانات إلى تضخيم محتمل في بيانات الوظائف غير الزراعية خلال الاثني عشر شهراً السابقة، ما يزيد من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.

قرارات متسارعة خلال 36 ساعة

يبدأ المسار من بنك كندا، يليه الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، ثم بنك إنجلترا الخميس، ويختتم مع بنك اليابان. وبنهاية الأسبوع تكون معدلات الفائدة في أربع من دول مجموعة السبع قد عُدلت أو ثُبتت.

وبحسب "بلومبيرغ" يتوقع اقتصاديون خفضًا أمريكيًا بمقدار ربع نقطة مئوية، بدعم من إشارات ضعف سوق العمل، رغم أن بلومبيرغ إيكونوميكس ترى أن القرار يُتخذ استجابة لتوقعات الأسواق وضغوط البيت الأبيض أكثر من كونه انعكاسًا لمؤشرات التوظيف أو استقرار الأسعار.

المواقف الدولية

قالت "بلومبيرغ" إنه من المتوقع أن تتحرك كندا والنرويج بنفس القدر في خفض الفائدة، فيما يُرجح أن يبقي بنك إنجلترا على معدلاته بعد خفض سابق في آب/أغسطس شهد انقسامًا نادرًا بين المسؤولين.

وأشارت الشركة المالية إلى أن بنك اليابان ما يزال على مسار تشديد تدريجي دون إعلان وشيك، في المقابل، يتوقع أن تبقى إندونيسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا على وضع مراقب دون تغيير في السياسات.

أول خفض للفائدة الأمريكية في 2025 وتأثيره على الدول العربية

أفادت وكالة "رويترز" بأن سوق الأسهم في الخليج يتأثر بشدة من توقع خفض الفائدة الأمريكية، لا سيما أن معظم العملات الخليجية مرتبطة بالدولار الأميركي، مضيفة أن المستثمرون في الأسهم يشترون من “الصفقات الجيدة” بين الحين والآخر عند كل إشارة لخفض محتمل من الفيدرالي.

اظهار أخبار متعلقة




وأشارت الوكالة إلى أن ارتفاع أسعار النفط يدعم بعض الدول المصدّرة في المنطقة، حيث إن التوقعات بخفض الفائدة تعزز تفاؤل المستثمرين، وشهدت أسواق الخليج رواجًا في الأسهم بفعل صعود النفط وتوقعات استئناف خفض أسعار الفائدة من الفيدرالي الأميركي، مما شجّع المستثمرين على اقتناص الأسهم المنخفضة بعد تسجيل بعضها مستويات قرب أدنى سعر له منذ سنتين.

وأدى الارتفاع إلى تحسن ملحوظ في أداء أسهم شركات الطاقة في الخليج، هذا الدعم لأسعار النفط يعزز إيرادات الدول المصدّرة ويمنح مجالًا أوسع للموازنات العربية لتحقيق استقرار اقتصادي دون الاعتماد المفرط على الاقتراض الخارجي.

في مصر، خفّض البنك المركزي مؤخرًا الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس نتيجة انخفاض التضخم، ما فتح المجال أمام أسعار أقساط شهادات الادخار الجديدة لترتبط بمعدلات الفائدة المحدثة، بينما أبقى البنك على شهادات قائمة بالمعدل السابق.

وأفاد تقرير من شركة "Moody’s" للتصنيف الائتماني ، بأن التأثر الأمريكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "MENA" من الرسوم الجمركية يكون غالبًا غير مباشر، من خلال تراجع النمو العالمي والأسعار الطاقية، لا من خلال التجارة المباشرة فقط.

الولايات المتحدة وكندا


تترقب الأسواق في الولايات المتحدة، بيانات مبيعات التجزئة لشهر آب/أغسطس بارتفاع متوقع نسبته 0.3%، في ظل ضبابية قدرة المستهلكين على مواصلة الإنفاق وسط ضعف سوق العمل وارتفاع الأسعار، كما ستشكل بيانات طلبات إعانة البطالة يوم الخميس مؤشرًا على اتجاه سوق العمل، بحسب ما أوردت "بلومبيرغ".

أما السوق كندا، فأضافت "بلومبيرغ" فيتوقع أن يرتفع التضخم إلى 2% على أساس سنوي بينما تبقى المؤشرات الأساسية حول 3%، مع خفض مرتقب للفائدة إلى 2.5% يوم الأربعاء في ظل بيانات وظائف ضعيفة وانكماش اقتصادي بالربع الثاني. ورغم مسار التيسير، لا يزال سوق العقارات يعاني ركودًا ستكشفه بيانات المنازل القائمة وبدايات البناء.

آسيا

وتبدأ الصين الأسبوع ببيانات آب/أغسطس حول مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي والاستثمار والبطالة لتقييم أثر السياسات الداعمة بعد تباطؤ تموز/يوليو. وتشير بيانات الأسعار إلى تراجع التضخم مع هبوط تكاليف الغذاء.

وفي الهند يُتوقع تقلص العجز التجاري، بينما يحافظ البنك المركزي الباكستاني على معدلاته.

اظهار أخبار متعلقة




وتصدر اليابان ميزانها التجاري الأربعاء، ويجتمع بنك إندونيسيا في اليوم ذاته وسط احتجاجات ورحيل وزيرة المالية. الخميس يشهد صدور بيانات الناتج لنيوزيلندا والوظائف في أستراليا. ويختتم الجمعة مع بيانات التضخم في طوكيو وقرار بنك اليابان المتوقع أن يبقي على الفائدة دون تغيير، مع متابعة إشارات المحافظ كازو أويدا.

أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

في بريطانيا، يتوقع أن يبقي بنك إنجلترا الفائدة عند 4% مع احتمال انقسام داخلي، فيما يراقب المستثمرون خطط خفض حيازات السندات بوتيرة أبطأ. وفي النرويج، يظل القرار صعبًا بين خفض إضافي أو الإرجاء مع استمرار التضخم فوق 3%، بحسب "بلومبيرغ".

ويعقد البنك المركزي الأوروبي مؤتمرًا يستمر يومين بمشاركة كريستين لاغارد، فيما تتصدر بيانات التجارة والإنتاج والتضخم في منطقة اليورو المشهد، كما تصدر تقييمات ائتمانية مهمة لإيطاليا واليونان وفرنسا.

في سويسرا، تحظى بيانات الصادرات بأهمية إضافية وسط مساعٍ لتخفيف أثر الرسوم الأمريكية. أما في إسرائيل، فقد ينخفض التضخم السنوي إلى ما دون 3% لأول مرة منذ 14 شهرًا، ما قد يمهد لخفض مقبل للفائدة.

وفي أفريقيا، قد يخفض بنك أنغولا الفائدة من 19.5% الثلاثاء، بينما تخفض غانا معدلها إلى 23% الأربعاء، في حين يُبقي بنك جنوب أفريقيا سياسته عند 7%. ومن المرجح أن تتبع إسواتيني نفس القرار بحكم ارتباط عملتها بالراند.

أمريكا اللاتينية

تظهر بيانات البرازيل تباطؤ النشاط مع احتمال وصول البطالة إلى مستوى قياسي منخفض 5.7% في تموز/يوليو. ورغم ذلك يتوقع أن يبقي البنك المركزي الفائدة عند 15%، وهو أعلى مستوى منذ 19 عامًا، مع تأجيل أي خفض حتى 2026.

في كولومبيا وبيرو، تشير البيانات إلى تعافٍ محدود في مبيعات التجزئة والإنتاج، بينما يواجه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي تحديات في الحفاظ على برنامجه الاقتصادي وسط أداء ضعيف بالانتخابات المحلية. ويتوقع أن يسجل الناتج في الربع الثاني ركودًا، مع صدور بيانات التجارة والميزانية والبطالة.
التعليقات (0)

خبر عاجل