اجتمعت عواصم القرار العربي والإسلامي في
الدوحة يوم 15 سبتمبر 2025، ضمن
قمة طارئة استثنائية جمعت رؤساء تركيا وإيران
وسوريا ومصر، والعاهل الأردني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للتعبير عن
موقف موحد تجاه
العدوان الإسرائيلي الأخير على
قطر، الذي استهدف قيادات حركة حماس.
القمة، التي جاءت على عجل، كانت أشبه بمسرح
سياسي يفيض بالرموز والدلالات: الحضور القوي لرؤساء الدول الكبرى في المنطقة كان
رسالة مفادها أن القضية الفلسطينية ما زالت في قلب السياسة الإقليمية، وأن أي
اعتداء على دولة عربية أو إسلامية سيقابل بتضامن شامل، يرسخ ما يُعرف
بـ"حماية الجماعة العربية والإسلامية لمصالحها ومقدساتها".
رمزية الحضور.. أكثر من مجرد تمثيل
تركيا: حضور الرئيس أردوغان يؤكد استمرار
الدور التركي كقوة مؤثرة في المنطقة، وداعم أساسي للمقاومة الفلسطينية، مع التأكيد
على قدرة أنقرة على لعب دور الوسيط والراعي للدبلوماسية الإقليمية.
إيران: مشاركة الرئيس الإيراني تمثل دعم
محور المقاومة، وهي رسالة واضحة بأن طهران مستمرة في سياسة الضغط الاستراتيجي على
إسرائيل وداعميها.
سوريا: عودة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى
منصة القمة بعد سنوات من العزلة تمثل إشارات على إعادة إدماج دمشق تدريجياً في
الفضاء العربي، وتحريك أوراق النفوذ السوري في المشرق.
مصر: يمثل حضور الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي التأكيد على دور القاهرة الوسيط، ومسؤوليتها التاريخية في الحفاظ على
استقرار المنطقة، وخاصة في ظل الأزمات المتشابكة في الشرق الأوسط.
الأردن: حضور الملك عبد الله الثاني يجسد
حماية الأردن للمقدسات الإسلامية في القدس، وحرصه على الموقف العربي الرسمي تجاه
القضية الفلسطينية.
فلسطين: رئيس السلطة محمود عباس كان شاهداً
على أن الشرعية الفلسطينية تبقى حجر الزاوية لأي تفاهم عربي أو إسلامي، وأن دعم
القضية مستمر رغم التعقيدات الإقليمية.
"حماس"..الغائبة الحاضرة
على الرغم من عدم حضور قيادات حماس، إلا أن
حضورها الرمزي كان ملموساً من خلال المواقف الداعمة لها، والتنسيق الواضح مع الدول
الحاضرة، ما يجعلها "الغائبة الحاضرة" في قلب القمة، وتعكس استمرار
الدعم الشعبي والسياسي للمقاومة الفلسطينية.
الرسائل السياسية الكبرى
التضامن مع قطر: القمة أرسلت رسالة واضحة
بأن الاعتداء الإسرائيلي لن يمر دون ردة فعل عربية وإسلامية موحدة، وأن حماية أي
دولة عربية أو إسلامية هي مسؤولية جماعية.
إعادة رسم التحالفات: حضور سوريا إلى جانب
غياب بعض القوى الخليجية التقليدية يشير إلى إعادة صياغة التحالفات الإقليمية،
وفتح مسارات جديدة للحوار والتوازن.
تأكيد الدعم الفلسطيني: كل مشاركة من الدول
الحاضرة كانت تؤكد استمرار الالتزام بالقضية الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن الدعم
يمتد إلى حماس كطرف مقاوم رغم غياب قيادتها.
قمة الدوحة الطارئة أكثر من اجتماع عاجل؛
كانت منصة لإرسال رسائل متعددة الاتجاهات: سياسية، رمزية، وعسكرية، تؤكد تضامن
الدول العربية والإسلامية، وتوضح إعادة ترتيب موازين القوة الإقليمية.
كما أبرزت القمة أن القضية الفلسطينية ما
زالت محور الاهتمام، وأن أي اعتداء على الشعب الفلسطيني أو حركاته المقاومة لن يمر
دون مواقف قوية وموحدة، مما يجعل القمة بمثابة تحذير استراتيجي لإسرائيل والداعمين
لها من استمرار أي تهديد للمقدسات أو للدول العربية والإسلامية.
اظهار أخبار متعلقة