أكد منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة في
الأمم المتحدة، توم
فليتشر، أن الأزمات الإنسانية المتصاعدة في العالم، وعلى رأسها كارثة
غزة، هيمنت على مناقشات المنظمة خلال الأسبوعين الماضيين، محذراً من "وضع مرعب" نتيجة نقص التمويل وتزايد استهداف العاملين الإنسانيين.
وقال فليتشر، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، إن التمويل الإنساني تراجع بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، ولم تتم تلبية سوى 19% من الاحتياجات، ما أجبر الأمم المتحدة على إلغاء العديد من البرامج والإبقاء فقط على تلك المتعلقة بالغذاء والصحة. وأوضح أن الهجمات ضد العاملين الإنسانيين تتزايد بشكل مقلق، حيث قُتل 300 موظف العام الماضي، فيما بلغ عدد الضحايا هذا العام 270 حتى الآن.
غزة: مجاعة وتهديدات بالتهجير
وتطرق المسؤول الأممي إلى الوضع في غزة، مؤكداً أن أكثر من نصف مليون إنسان يواجهون خطر المجاعة، مرجحاً أن يرتفع العدد إلى 640 ألفاً بنهاية الشهر، خصوصاً بين الفئات الأشد هشاشة مثل الأطفال والمرضى والمعاقين وكبار السن.
وتابع: "هذه المجاعة كان يمكن تفاديها. عندما دخلت مئات الشاحنات إلى غزة خلال زيارتي، انخفضت الأسعار وتحركت الأسواق وتوقف النهب. ما نحتاجه الآن هو وقف إطلاق نار فوري وفتح المعابر وإدخال المساعدات بكميات كبيرة".
وأشار إلى تهديدات إسرائيلية بهدم مدينة غزة وتهجير سكانها قسرياً، مضيفاً: "يجب ألا يكون هناك تناقض بين إدانة استهداف المدنيين والمطالبة بإطلاق الرهائن، ولا بين إدانة معاداة السامية والمطالبة بالتزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني".
مواجهة الضغوط الإسرائيلية
ورداً على سؤال من صحيفة القدس العربي حول الهجوم الإسرائيلي عليه بعد وصفه ما يجري في غزة بـ"حرب إبادة"، قال فليتشر: "أنا لا أخشى إسرائيل ولا أخشى قول الحقيقة. لم أتراجع عن أي كلمة قلتها يوم 13 أيار/ مايو الماضي في مجلس الأمن، بل أكررها الآن".
وأوضح أن تصريحاته كان لها أثر ملموس على مواقف أعضاء المجلس، حيث بدأ عدد منهم يطالب بوقف المجاعة والتوصل إلى هدنة.
شدد فليتشر على أن موظفي الأمم المتحدة باتوا هدفاً مباشراً، قائلاً: "هناك أسلحة تقتل موظفينا في الميدان، وبعضهم يُقتل بطرق معقدة مثل الاستهداف بالطائرات المسيّرة. لا نريد لموظفينا أن يواجهوا هذا المصير، ما نحتاجه هو وقف فوري لإطلاق النار وإدخال مساعدات عاجلة".
اظهار أخبار متعلقة
مزاعم "تحويل المساعدات"
وفي ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى حركة حماس بتحويل المساعدات، قال فليتشر: "تقديراتنا تشير إلى أن معظم النهب يأتي من أشخاص يائسين أو عصابات منظمة. لم نواجه عقبات مباشرة من حماس في توزيع المساعدات. نعم، لا يمكن ضمان أن شيئاً من المواد المنهوبة لا يصل إليها، لكننا لم نصطدم بمشكلة معهم".
وأكد أن الحل يكمن في السماح بدخول مئات الشاحنات يومياً، ما سيُنهي الفوضى ويخفض الأسعار ويوصل المساعدات إلى جميع المستحقين. وختم قائلاً: "الرسالة واضحة: ما نحتاجه الآن هو وقف إطلاق نار فوري".