صحافة إسرائيلية

هآرتس: المزيد من الوثائق تشير إلى أن معظم ضحايا الحرب في غزة مدنيون

تحقيق يستند إلى بيانات "إسرائيلية": 83 بالمئة من ضحايا الحرب في قطاع غزة مدنيون- الأناضول
تحقيق يستند إلى بيانات "إسرائيلية": 83 بالمئة من ضحايا الحرب في قطاع غزة مدنيون- الأناضول
تشير المزيد من الوثائق التي يُكشف عنها بين حين وآخر  إلى أن معظم ضحايا الحرب في غزة هم من المدنيين، وهو ما دفع دولة الاحتلال للتخلي عن محاولة دحض بيانات وزارة الصحة في غزة، مؤكدةً بذلك مصداقية الاحصائيات التي تنشرها، والتي وتُظهر التحقيقات المتراكمة أن نسبة المدنيين من إجمالي الضحايا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر أعلى من أي حرب أخرى في القرن الحادي والعشرين.
 
وفي تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية للصحفي نير حسون، جاء فيه، أن زيارة رئيس الأركان السابق، هرتسي هاليفي، لسكان مستوطنة عين هبسور في غلاف غزة قبل عشرة أيام، كانت تهدف للاعتذار وشرح أسباب فشل صد هجوم الـسابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قال لسكان المستوطنة: "يبلغ عدد سكان غزة 2.2 مليون نسمة، أكثر من 10بالمئة منهم قُتلوا أو جُرحوا، هذه ليست حربًا هادئة".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُؤكد فيها مسؤول إسرائيلي كبير مصداقية إحصائيات وزارة الصحة في غزة، حيث جاءت تصريحات هاليفي قريبة من الأرقام التي طالما وصفتها "إسرائيل" بأنها "دعاية من حماس"، رغم اعتماد وكالات دولية لها كمصادر موثوقة.

اظهار أخبار متعلقة


تصنيف المدنيين على أنهم "إرهابيون"
صحفية "هآرتس" نفسها، سبق ونشرت اعترافات لجنود إسرائيليين بشأن قتلهم مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة ومن ثم  صنفوا "إرهابيين"، ونقلت عن الجنود قولهم: إن "المباني في غزة التي صُنفت على أنها منازل لإرهابيين أو مناطق تجمع للعدو لم يتم إزالتها من قائمة أهداف الجيش حتى بعد قصفها، ما يعرض المدنيين الذين يدخلونها للخطر".

وأضافت الصحيفة نقلًا عن الجنود: "يحدث هذا لأن الجيش لا يحدّث قائمة أهدافه في غزة دوريًا، ولا يخبر القوات على الأرض بالمباني التي لم يعد يستخدمها مسلحون"، وتابعت: "نتيجة لذلك، فإن أي شخص بما في ذلك غير المقاتلين، يدخل مثل هذا المبنى يخاطر بالتعرض لهجوم من الجيش الإسرائيلي وتصنيفه بعد وفاته إرهابيًا، حتى لو لم يكن هناك أي نشاط إرهابي هناك بعد الآن"، وفق تعبيرها، كما سبق ونشرت تحقيقا وثق قيام قنّاص إسرائيلي بقتل عشرات المدنيين يوميًا قرب مراكز المساعدات في غزة.



15 من كل 16 فلسطينيا قتلهم الاحتلال كانوا مدنيين
وفي الـ22 من أيلول/ سبتمبر، قالت صحيفة الغارديان، إن نحو 15 من كل 16 فلسطينياً قتلهم "الجيش الإسرائيلي" في مدينة غزة منذ آذار/ مارس الماضي كانوا من المدنيين، استنادا إلى بيانات جمعتها منظمة "أكليد" المستقلة لتتبع الصراعات المسلحة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه النسبة تعكس الارتفاع غير المسبوق في عدد الضحايا المدنيين منذ بدء التصعيد العسكري الإسرائيلي في 18 آذار/ مارس، حيث استشهد 12 ألفاً و622 فلسطينياً وأصيب نحو 54 ألفا، وفق وزارة الصحة بغزة، دون تحديد دقيق لأعداد الشهداء في مدينة غزة وحدها.

خمسة من كل ستة شهداء بغزة مدنيون
وكانت الغارديان قد أجرت تحقيقا صحفيا مشترك مع موقع "لوكال كول" العبري، والمجلة الإلكترونية 972+، نهاية آب/ أغسطس الماضي، والذي كشف عن أن الغالبية الساحقة من الضحايا في غزة مدنيون، بنسبة تصل إلى 83 بالمئة من إجمالي الشهداء، استنادا لمعطيات قاعدة بيانات داخلية سرّية تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، والتي تُعتبر المصدر الأكثر دقة وموثوقية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي أوضحت بأن عدد عناصر حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي الذين استشهدوا حتى منتصف أيار/مايو الماضي لا يتجاوز 8900 مقاوم.

وبالمقارنة مع إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة -التي بلغت في الفترة نفسها 52 ألفا و928 شهيدا- يتضح أن المقاتلين لا يشكلون سوى 17 بالمئة من إجمالي الشهداء، مقابل 83 بالمئة من المدنيين، وإذا استبعدت أعداد "المقاومين المحتملين"، تنخفض نسبة الشهداء من المقاتلين لنحو 14 بالمئة فقط، في حين ترتفع نسبة المدنيين إلى 86 بالمئة.

نحو 10 آلاف جثة تحت الأنقاض
ووفقا للتقديرات، توجد أيضا نحو 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، إضافة إلى آلاف المفقودين، كما أن عديدا من الجثث احترقت بحيث تعذَّر تشخيصها، وتعني هذه الأرقام أن 5 من كل 6 شهداء في غزة مدنيون، وهو ما يتناقض جذريا مع ما يعلنه الجيش والسياسيون بإسرائيل، الذين يضخمون أعداد القتلى من فصائل المقاومة بهدف تبرير حجم الدمار والضحايا أمام الرأي العام المحلي والدولي.

تحقيق أممي يُقر بارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" 
وقبل أيام، خلُصت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة، في أول تقرير من نوعه، إلى أن الاحتلال ارتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وأن كبار قادة دولة الاحتلال حرضوا على هذه الجريمة في القطاع الفلسطيني.

وأفادت شبكة "سي أن أن"، بأن اللجنة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ذكرت في تقرير من 72 صفحة، أن إسرائيل "ارتكبت 4 أعمال إبادة جماعية" في القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما أطلقت حربها على القطاع.

اظهار أخبار متعلقة


وتشمل هذه الأفعال قتل الفلسطينيين في غزة، وإلحاق "أذى جسدي ونفسي خطير" بالفلسطينيين، وفرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم كليًا أو جزئيًا، وكذلك فرض تدابير تهدف إلى منع الولادات"، وفقًا للتقرير.

وقدمت اللجنة أمثلة عديدة على استهداف وقتل مدنيين فلسطينيين وصحفيين وعاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في المجال الإنساني بشكل مباشر في غزة، وأوضحت أن عمليات القتل هذه  وقعت في أماكن تشمل منازل ومستشفيات ومدارس ومباني دينية، سواءً داخل مناطق آمنة محددة أو خارجها.

التعليقات (0)

خبر عاجل