ترامب يحطم أحلام الباحثين عن تأشيرة H-1B.. ماذا نعرف عنها؟

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة،  قرارا تنفيذيا، يفرض بموجبه رسوما قدرها 100 ألف دولار على طلبات تأشيرات H-1B، في محاولة للحد من الإفراط في استخدامها.

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إصدار قرارات، يرى الكثيرون حول العالم، إغلاقا للولايات المتحدة في وجوههم وخاصة الباحثين عن فرص عمل في قطاعات مهمة وتقنية.

وكان آخر تلك القرارات، تشديد الحصول على تأشيرة تعرف باسم "H-1B"، عبر وضع شرط على الجهة التي تستقدم طالبيها، بدفع 100 ألف دولار للحكومة الأمريكية على كل طالب تأشيرة، فضلا عن رسوم التأشيرة نفسها.

ويأتي قرار ترامب، متسقا من خططه لمواجهة الهجرة إلى الولايات المتحدة، وهو بهذا القرار، يستهدف الأشخاص العاملين في قطاعات تكنولوجية هامة فضلا عن الأطباء والخبراء في هذه المجالات.

لكن ما هي تأشيرة H-1B؟

يوجد في الولايات المتحدة العديد من نظام التأشيرات لدخول البلاد، لكن تأشيرة H-1B من أنواع التأشيرات المؤقتة، وتعطى لغير المهاجرين، وتتيح لأصحاب الأعمال تقديم التماس لتوظيف مهنيين أجانب، يحملون تأهيلا عاليا في مهن متخصصة بالحد الأدنى يحملون شهادة بكالوريوس أو ما يعادلها.

وتتعلق التأشيرة بمهن مثل الرياضيات، الهندسة، التكنولوجيا، والعلوم الطبية، عادة ما تكون مدة تأشيرة H-1B في البداية ثلاث سنوات، ويمكن تمديدها 3 سنوات أخرى، لتبلغ الحد الأقصى 6 سنوات.

وتستخدم هذه التأشيرة على نطاق واسع في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت، وكذلك في الجامعات والمراكز البحثية والمستشفيات، ما يجعلها أداة رئيسية لجذب العقول والكفاءات من مختلف أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة.

الإضرار بالأمريكيين

قبل قرار ترامب، كان صاحب العمل يقدم التماسا لدى خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، من أجل استقطاب شخص ما يراه خبيرا ومؤهلا بدرجة عالية لشركته أو مستشفاه، لكن الآن قبل الشروع في هذه الإجراءات ينبغي وضع 100 ألف دولار في حساب الحكومة الأمريكية للمباشرة بالإجراءات.

وتفرض شروط على تقديم صاحب العمل للتأشيرة، من أهمها عدم إضرار العامل الأجنبي بالعمال الأمريكيين، بحيث إذا كان يوجد أمريكيون يسدون محلة، سيتم رفض الطلب.

ولأجل أجل، يصرح أصحاب العمل، من خلال الطلب، والتصديق عليه من وزارة العمل الأمريكية، أن عملية التوظيف، لن تلحق الضرر من ناحية الأجور وظروف العمل بالأمريكيين في المهن المماثلة.

من شروطها وجود إخطاء أصحاب العمل، العاملين الحاليين بنيتهم توظيف عامل أجنبي من الخارج وفقا لهذه التأشيرة.

تأشيرات محدودة

منذ إنشاء هذه الفئة عام 1990، وضع الكونغرس حدا لعدد تأشيرات H-1B المتاحة سنويا، والحد القانوني الحالي هو65 ألف تأشيرة، مع 20 ألف تأشيرة إضافية للمحترفين الأجانب الحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه من مؤسسة تعليمية الأمريكية.

لكن في المقابل، توجد قيود مهمة، أبرزها أن حامل التأشيرة مرتبط بصاحب العمل الراعي ولا يمكنه العمل لدى جهة أخرى دون إذن رسمي جديد، وأن مدتها محدودة ولا تتجاوز في الغالب ست سنوات.

كما أن العدد محدود سنويا والمنافسة على التأشيرة شديدة، إضافة إلى أن النظام لا يتيح العمل الحر أو إدارة المشاريع الشخصية إلا بشروط قانونية معقدة.

حرب التأشيرات

ولم يتوقف الأمر عند تأشيرات العاملين الأجانب، والخبراء، بل سبق ذلك قرارات لترامب، ضد الطلبة الأجانب، والتأشيرات التي قدموا إلى الولايات المتحدة بناء عليها.

وتنقسم التأشيرات الجامعية في أمريكا إلى 3 أنواع، هي "أف" و"جي" و"أم"

تأشيرة الطالب، الرمز "أف":

تمنح لطلبة الدراسات الأكاديمية، من الطلاب الدوليين الراغبين بالدراسة بدوام كامل في مؤسسة تعليمية معترف بها، مثل الجامعات والكليات والمدارس الثانوية، والكليات ومعاهد اللغة الإنجليزية.

ويتطلب الحصول على التأشيرة، الحصول على قبول رسمي من مؤسسة تعليمية معتمدة ويمنح الطالب نموذجا من المؤسسة التعليمية، من أجل التقدم للحصول على التأشيرة.

وتتيح التأشيرة للطالب التقدم بعد التخرج على برنامج تدريب عملي، لمدة تتراوح ما بين 12-36 شهرا.

تأشيرة الطلبة في برامج التبادل الأكاديمي والثقافي الرمز "جي":

تمنح التأشيرة للطلبة والباحثين والأساتذة المشاركين في برامج التبادل الثقافي والأكاديمي عبر المنح الحكومية أو الاتفاقيات الجامعية.

وتغطي التأشيرة فئات واسعة، مثل الطلاب والباحثين والأطباء والمعلمين والمستشارين والمتدربين، ولأجل الحصول عليها، يمنح الطالب نموذجا خاصا من الجهة الراغب الالتحاق بها.

وتشترط هذه التأشيرة، على بعض الفئات، العودة إلى البلد الأم، بعد انتهاء البرنامج، قبل طلب تأشيرة هجرة  أو العمل في الولايات المتحدة.

تأشيرة التعليم المهني والتقني، الرمز "أم":

يتم إصدار التأشيرة، للبرامج غير الأكاديمية أو التقنية، مثل معاهد الطيران والميكانيكا، والفنون التطبيقية.

وتستلزم الحصول على قبول مسبق من مؤسسة مهنية معتمدة في الولايات المتحدة، ولا يسمح للطالب الحاصل عليها، بالعمل خلال فترة الدراسة، ويمنح وقتا قصيرا بعد نهايبة البرنامج لمغادرة البلاد.