سياسة عربية

غوتيريش: ما يجري في الفاشر "تصعيد مروّع" ينذر بتقسيم السودان

أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن استمرار تدفق السلاح والتدخلات الإقليمية يقوّضان أي فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو حل سياسي شامل.. الأمم المتحدة
أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن استمرار تدفق السلاح والتدخلات الإقليمية يقوّضان أي فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو حل سياسي شامل.. الأمم المتحدة
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، من أن المعارك الدائرة في مدينة الفاشر تمثل "تصعيدًا مروّعًا للنزاع في السودان"، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي البلاد.

وقال غوتيريش، في تصريحات أدلى بها للصحفيين في ماليزيا على هامش قمة إقليمية، إن "مستوى المعاناة الذي نشهده في السودان لا يمكن تحمله"، مشيرًا إلى أن ما يحدث في الفاشر "يعمّق الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم"، بحسب توصيف الأمم المتحدة.

وجاءت تصريحاته بعد إعلان قوات الدعم السريع، الأحد، أنها أحكمت سيطرتها على مدينة الفاشر عقب حصار استمر أكثر من عام، لتسقط بذلك آخر مدينة كبيرة كانت لا تزال تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور، ما اعتُبر تحولاً استراتيجياً في موازين القوى الميدانية.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في نيسان/ أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف، فيما اضطر ملايين السودانيين للنزوح أو اللجوء إلى دول الجوار، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، بحسب تقارير أممية.

ويمهد سقوط الفاشر فعليًا لتقسيم السودان إلى مناطق نفوذ، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، بينما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب، ما قد يُعيد البلاد إلى مشهد الحروب الأهلية المتعددة التي عرفتها في تسعينيات القرن الماضي.

وفي تعليق على الاتهامات المتزايدة بشأن التدخلات الخارجية في الحرب، قال غوتيريش إن "الصراع لم يعد مجرد نزاع سوداني داخلي"، مضيفًا أن "هناك قوى خارجية تزوّد أطراف الحرب بالأسلحة وتغذي استمرارها"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "قول كلمته بوضوح، ووقف كل أشكال الدعم العسكري لهذه الأطراف".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن استمرار تدفق السلاح والتدخلات الإقليمية يقوّضان أي فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو حل سياسي شامل، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى العودة إلى طاولة الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وتعود جذور الصراع في إقليم دارفور إلى عام 2003، عندما أطلق الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير ميليشيات الجنجويد لمواجهة تمرد الحركات المسلحة غير العربية في الإقليم، ما أدى إلى مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح أكثر من 2.5 مليون آخرين وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويُذكر أن عدداً من القادة الحاليين في قوات الدعم السريع كانوا ينتمون إلى تلك الميليشيات التي اتُهمت بارتكاب جرائم حرب وعمليات تطهير عرقي خلال تلك الفترة.

ويواجه السودان اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع اتساع رقعة القتال وتدهور الأوضاع المعيشية في مناطق واسعة، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن البلاد باتت على حافة الانهيار الكامل ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية عاجلة تنهي الحرب وتنقذ المدنيين من الكارثة.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل