رجح خبير إسرائيلي أن تنتهي خطة الرئيس الأمريكي
دونالد 
ترامب في نهايتها إلى إقامة 
الدولة الفلسطينية، بما ينسجم خطة "صفقة
القرن" المنشورة عام 2020، والتي قُدمت خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى،
مشيرا إلى أن ذلك يُزعج 
اليمين المتطرف.
وذكر خبير التخططيط الاستراتيجي والرئيس التنفيذي
للمجلس الصهيوني في إسرائيل موشيه بن آتار، أنّ "مؤتمر شرم الشيخ سعى لتحقيق
هدف إقامة الدولة لفلسطينية، لأن صفقة القرن تحدثت عن دولة فلسطينية على مساحة 70%
تقريبا من أراضيها، فيما لم يرضى الفلسطينيون عن نسبة الأراضي الممنوحة لهم آنذاك،
ولكن يجب تذكر أنه عندما تدخل في مفاوضات، لا يمكنك التنبؤ بنتائجها".
وأضاف بن آتار في مقال نشره موقع 
زمان إسرائيل،
وترجمته "
عربي21" أن "اتفاق وقف إطلاق النار مكوّن من 20 نقطة، وفيه الكثير من الثغرات، والطريق إلى
تحقيق اختراق لا يزال طويلًا، فترامب مناصرٌ لنهج الأعمال، ويتعلم دروسًا قاسية في
الشرق الأوسط، ولا ينبغي أن نتفاجأ من أن يعلن، عاجلًا أم آجلًا، دعمه لدولة
فلسطينية، علاوة على ذلك، تدخل السلطة الفلسطينية في شراكة مباشرة، ومن المتوقع أن
تتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة مستقبلًا، وهو ما ورد في الاتفاق، رغم أن رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول طمسه".
وأكد أن "حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس اجتماع شرم الشيخ رسالة مفادها أن الدول العربية ليست مستعدة للمضي قدما بدون
السلطة كما أعلنت، وإذا شعر نتنياهو أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لا
يتعجل في التوصل لاتفاق تطبيع، يمنعه من تحقيق إنجاز في عام انتخابي، فقد يدفعه
ذلك لإجراء انتخابات عاجلة للفوز، وفرض أمر واقع على الدول العربية المعتدلة، كما
أن الضغط السياسي على 
الاحتلال لتقديم تنازلات قد يُعجّل بالانتخابات".
وأشار إلى أن "الخطوة اللافتة بوقف الضم
المُخطط له لأراضي الضفة الغربية بضغط من ترامب بعد لقائه بقادة الدول العربية،
الذين نجحوا بالتأثير على سياسته، وأعلن أنني "أعطيتُ وعدًا للدول العربية،
وستفقد إسرائيل كل دعم الولايات المتحدة إذا حدث هذا"، ولن يكون قادرا على
دعم نتنياهو إذا لم يوقع اتفاق وقف إطلاق النار، وفيما سعى نتنياهو ووزراءه
لمواصلة الحرب في غزة، فقد اختصرها ترامب، وترك حماس حاكمة للقطاع".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "التنسيق الإسرائيلي مع الولايات
المتحدة أمرٌ بالغ الأهمية في مواجهة التحديات في غزة والمنطقة، ومن المستبعد أن
يدعم ترامب علنًا ترشيح نتنياهو في الانتخابات، وهذا قد يضرّ به أيضًا، وقد يُقنع
أجزاءً من الوسط السياسي بأن استمرار دعمه سيُسهم بتحقيق حلٍّ سياسيٍّ لا يستطيع
أيُّ قائدٍ آخر في معسكر يسار الوسط تحقيقه، رغم أن ترامب هو المرساة الوحيدة
المتبقية لنتنياهو، نظرًا لمحاكمته، وعزلته العالمية التي تُمكّن ترامب من التحكم
بتحركاته".
وأشار إلى أن "ترامب يتمتع بأكبر تأثير على
السياسة الإسرائيلية على الإطلاق، وهذه فرصة ذهبية له للتوصل إلى حل سياسي لم يكن
بإمكان أي رئيس سابق تحقيقه، ويعتقد اليمين أن للحرب في غزة ثمنًا سياسيًا يصعب
تعويضه، لكن نافذة الفرصة لذلك قصيرة، لا تتجاوز العامين، وقد برزت الآن فرصة لن
تتكرر أبدًا لضمان الانفصال عن الفلسطينيين، وهناك فرصة أفضل من أي وقت مضى لتحقيق
ذلك، بعد ما يقرب من ستين عامًا من السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية".
وختم بالقول إنه "يمكن لحكومة بقيادة قوى ليبرالية
أن تُحسّن مكانة دولة إسرائيل على الساحة الإقليمية والعالمية، وتُخرجها من عزلتها
الدولية، وتُسهّل التوصل لاتفاق إقليمي، وعلى أحزاب يسار الوسط تغيير
استراتيجيتها، وإعادة تقييم مراكز القوة الجديدة، وبالتالي تغيير مسارها، ويستطيع
الديمقراطيون، من خلال حملة اليمين، كسب دعم كبير بين فلسطينيي48، وزيادة فرص
تحقيق الأغلبية لحكومة أخرى، لأن تشكيل جبهة مركزية من أحزاب يسار الوسط لإسقاط
الحكم اليميني هو الحل الأمثل".