22 عاما على افتتاح مطار غزة الدولي.. الحلم الذي لم يدم طويلا (شاهد)
لندن– عربي2124-Nov-2512:27 PM
0
شارك
مطار غزة بعد قيام الاحتلال بتجريف أجزاء منه عام 2001 قبل تدميره بالكامل لاحقا- جيتي
تحل اليوم الذكرى 22
لافتتاح مطار غزة الدولي، والذي كان نتاجا لاتفاق أوسلو بين منظمة التحرير والاحتلال
الإسرائيلي، ورغم أن المطارات تعد من رموز السيادة حول العالم، إلا أن الاحتلال جرد
السلطة من أبسط مقوماتها في المطار قبل أن يقدم على إزالته من الوجود بعد أعوام.
بدأ بناء المطار، عام
1996، جزء من اتفاق أوسلو لكن إقراره تأخر حتى تشرين أول/أكتوبر 1998، وأعلن في
هذا التاريخ تشغيله رسميا لحركة الطيران.
وبلغت الكلفة
الإجمالية للمشروع قرابة 86 مليون دولار أمريكي، من جهات دولية متعددة، بينها مصر
وإسبانيا وألمانيا واليابان، وجرى تصميمه على يد مهندسين من المغرب، على شكل أقواس
مستوحاة من أروقة القدس المحتلة، والعمارة الإسلامية.
وتضمن المطار مبنى
رئيسيا بمساحة 4 آلاف متر مربع، وعدد من المباني الإضافية بينها برج للرادار
ومراقبة الطائرات ومرافقة للصيانة ومقرات للأمن.
موقع صعب
وفي ظل المساحة الضيقة
لقطاع غزة، كان الموقع الأنسب للمطار، جنوب القطاع، وتحديدا في أقصى شرق مدينة رفح
قرب السياج الفاصل مع الاحتلال، باعتبارها أعمق نقطة في غزة، وعلى مساحة 450
هكتارا، مع مدرج رئيسي بطول 3076 مترا وعرض 45 مترا، مغطى بالأسفلت، لهبوط طائرات
متوسطة الحجم وقدرة على التشغيل لمدة 24 لمرافق السفر.
وبلغت سعة المطار وفقا
لخطة التشغيل 700 ألف مسافر سنويا، وجرى الافتتاح في مثل هذا اليوم عام 1998،
بحضور رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون
ومشاركة عدد من المسؤولين العرب، الذين قدموا بطائرات دولهم.
الرحلة الأولى
أما الرحلة التجارية الأولى،
فكانت في 5 كانون أول/ديسمبر من العام ذاته، باتجاه العاصمة الأردنية الأردنية
عمان، فيما قامت بتشغيل المطار عدة طائرات تتبع الخطوط الجوية الفلسطينية.
وكانت الطائرات الأولى
تتكون من تبرع هولندي لطائرة فوكر 50.
لكن المطار الذي كانت
تتحكم بأهم مفاصله سلطات الاحتلال، سجل أرقاما متواضعة في حركة الركاب، خلال
السنوات القصيرة التي عمل بها، حيث بلغ في السنة الأولى 20 ألف مسافر، ارتفع إلى
59 ألفا عام 2000، قبل أن يتدخل الاحتلال ويدمره.
الخطوط الفلسطينية
ومع افتتاح المطار،
أسست هيئة الطيران المدني الفلسطينية بمرسوم من عرفات، كهيئة مستقلة لإدارة شؤون
المطار والخطوط الجوية الفلسطينية، ونقلت أعمالها من العريش إلى غزة، وباتت هي
المشغل لمطار غزة الدولية.
وتولى طاقم فلسطيني
كافة أعمال المطار، فضلا عن الطائرات وعملية السفر، لكن الاحتلال كان متواجدا على
مدار الساعة على شكل فريق من جهاز الشاباك والجيش، للإشراف على من يسمح له السفر
من عدمه.
وكانت عملية السفر
تتم، بوصول الركاب إلى معبر رفح البري، في الجانب الذي يسيطر عليه الاحتلال، ويخضع
المسافرون إلى تدقيق وتفتيش إسرائيلي صارم، ثم ينقلون بواسطة حافلات إلى المطار
على بعد 5 كيلومترات.
وبشأن الواصلين، كان
عربة قوات الاحتلال المظللة، تهرع إلى باب الطائرات لحظة هبوطها، وتقوم بتدقيق
بصري بكافة الواصلين، قبل أن ينقلوا بواسطة حافلات إلى معبر رفح البري، للخضوع
لتفتيش وتدقيق من قبل الاحتلال، ثم يسمح لهم بدخول قطاع غزة من بوابة المعبر وليس
المطار.
وكانت تجرى في المطار
تدابير تفتيش عادية غير ذي قيمة لأن الاحتلال كان يتولى كافة الإجراءات الدقيقة
لعملية السفر.
التدمير الكامل
مع اندلاع انتفاضة
الأقصى، في أيلول/سبتمبر 2000، بدأ الاحتلال يضيق الخناق على الفلسطينيين في كافة
مناحي حياتهم، ومنها المطار، وكان آخر رحلة مسجلة في تشرين أول/أكتوبر 2000،
وبعدها بأشهر، أقدم الاحتلال على قصف رادار المطار، بواسطة طائرات الأباتشي، وبعد
عام واحد ومع اشتداد الانتفاضة، توغلت آليات الاحتلال مع الجرافات العسكرية، وقامت
بتجريف المطار بالكامل، وتدمير المباني الرئيسية والمدرج.
وتواصلت عمليات تدمير
ما تبقى من المطار على مدى السنوات اللاحقة، وخلال حرب الإبادة الأخيرة في غزة،
قامت قوات الاحتلال بتفخيخ ركام آخر المباني المتبقية في المطار وتفجيره بالكامل،
وتجريف كامل المنطقة وتغيير معالمها.