رغم أن
النظام الغذائي المتوسطي يتربع منذ سنوات على قائمة الأنماط الأكثر فائدة للصحة العامة، إلا أن
دراسة حديثة أظهرت وجود منافس قوي يتفوق عليه في مجال خسارة الوزن، وهو النظام النباتي قليل الدسم.
الدراسة التي نشرتها صحيفة
نيويورك بوست، والتي أجريت على 62 مشاركًا يعانون من
زيادة الوزن، كشفت أن النظام النباتي قليل الدسم أدى إلى فقدان وزن أكبر مقارنة بالنظام المتوسطي، رغم أن المشاركين تناولوا خلاله أطعمة نباتية تعتبر تقليديا أقل صحية مثل الحبوب المكررة والبطاطس.
وامتدت التجربة 16 أسبوعًا لكل نظام غذائي، دون فرض أي قيود على السعرات الحرارية، كما لم يتوقف تفوق النظام النباتي عند خفض الوزن فقط، بل حقق أيضا نتائج أفضل في تحسين حساسية الإنسولين وخفض مستويات الكوليسترول، إضافة إلى تغييرات إيجابية في تكوين الجسم، وتبرز هذه النتائج أهميتها في ظل ارتفاع معدلات السمنة عالميًا، إذ يتجاوز معدل زيادة الوزن بين البالغين في الولايات المتحدة وحدها 75 بالمئة، وتظهر مفارقة مثيرة في تحليل نوعية الأطعمة التي تناولها المشاركون.
ويعاني ما يقرب 3 من كل 4 بالغين في الولايات المتحدة من زيادة الوزن أو السمنة، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، كما ويعاني حوالي 1 من كل 3 أمريكيين أيضًا من مقاومة الأنسولين - وهي علامة تحذير مبكرة لمرض السكري من النوع 2 ومرض السكري من النوع 2 والتي لا يدرك الكثير من الناس أنهم مصابون بها.
فبينما اعتمد
النظام المتوسطي على خيارات صحية مثل المكسرات وزيت الزيتون، تناول متبعو النظام النباتي كميات أكبر من أطعمة نباتية أقل صحية، ومع ذلك فقدوا وزنا أكبر، ويعزو الباحثون هذا التباين إلى انخفاض كثافة السعرات في الأطعمة النباتية، وغناها بالألياف التي تزيد الشبع، إضافة إلى تأثيرها في تعزيز إفراز هرمون GLP-1 المسؤول عن التحكم في الشهية، وهو الهرمون نفسه الذي تعتمد عليه أدوية
إنقاص الوزن الحديثة.
وتوضح هذه الدراسة أن المفتاح الأساسي لفقدان الوزن قد لا يكمن في التركيز المفرط على تصنيفات "صحي" مقابل "غير صحي" داخل الأطعمة النباتية نفسها، بل في التحول الجوهري نحو الاعتماد على الأغذية النباتية مع تقليل المنتجات الحيوانية والدهون المضافة. وهذا لا يعني تجاهل جودة الأطعمة النباتية للصحة العامة، ولكنه يسلط الضوء على استراتيجية قد تكون أكثر فعالية عندما يكون الهدف الرئيسي هو خسارة الوزن.
وبالتالي، يؤكد البحث بأن الطريق إلى الوزن الصحي قد لا يكون دائماً كما نتوقع، وأن النظم الغذائية المختلفة قد تتفوق في مجالات مختلفة، فبينما يحافظ النظام المتوسطي على سمعته الراسخة في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، يبرز النظام النباتي كخيار متفوق عندما يكون التركيز على مقياس الوزن.