أعلن "أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أنه بات على بُعد نحو 370 كيلومترا فقط من قطاع
غزة.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار، عبر منصة "فيسبوك": "يفصلنا نحو 370 كيلومتر عن الوصول إلى غزة".
وتابعت: "نحن مُصرون على تحقيق أهداف الأسطول.. كسر الحصار وفتح ممر بحري".
وقالت متحدثة في مؤتمر صحفي باسم هيئة أسطول الصمود المغاربي: "تفصلنا سويعات ربما قبل التدخل الصهيوني لمنع أسطول الصمود العالمي من الوصول إلى غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد المشارك وعضو الأسطول العالمي غسان الهنشيري على أن"معنويات جميع المشاركين جيدة جدا،نحن على أتم الاستعداد والتأهب ترجيحا لفرضية اعتراضنا من قبل
الاحتلال الصهيوني".
وأكد في حديث خاص لـ"عربي21": "كل السيناريوهات متوقعة وتبقى فرضية اعتقالنا الأقرب من قبل جيش الاحتلال،ساعات قليلة تفصلنا عن غزة تلقينا تدريبات عديدة والمعنويات مرتفعة تحسبا لأي تدخل صهيوني".
وقالت عضو هيئة الأسطول جواهر شنه:"نحن في تواصل مستمر ودائم مع الأسطول العالمي لمتابعة وضعيته،وكذلك بحالة تأهب تحسبا لأي اعتداء صهيوني محتمل خلال الساعات القادمة".
وأكدت شنه في تصريح لـ "عربي21"،"ساعات حاسمة تفصلنا ربما على إمكانية حصول تدخل أو اعتراض صهيوني للأسطول الذي هو الآن بالمنطقة البرتقالية قبل دخول ما يسمى بالمنطقة الحمراء عند الاحتلال (...) هناك فرق على الأرض في عدة بلدان تتابع سير الأسطول وهي في تواصل تام معه على مدار 24ساعة".
تحذيرات ومطالب
ودعت اللجنة الدولية لمتابعة أسطول الصمود فرقاطات حماية الأسطول بالاستمرار بمرافقته حتى الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، مطالبة دول العالم لا سيما التي لها رعايا على متن الأسطول بتقديم أفعال ملموسة لحمايته وتأمين وصوله وتأدية مهمته في كسر الحصار غير القانوني وفتح ممر بحري إنساني.
اظهار أخبار متعلقة
وشددت على أن "إنهاء الإبادة الجماعية والمعاناة بغزة مسألة إرادة أخلاقية،فلو أرادت الحكومات حول العالم لأوقفت تدفق الأسلحة والأموال المستمرة التي يستخدمها الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم الحرب المروّعة ولتمكنت من الضغط لإنهاء الإبادة فوراً".
وناشدت اللجنة حكومات تركيا وإيطاليا وإسبانيا وسائر دول العالم أن تحوّل مبادراتها الداعمة إلى التزامات وإلى أفعال ملموسة.
من جهتها دعت منظمة العفو الدولية أعضاء جامعة الدول العربية، إلى التحرك لحماية أسطول الصمود العالمي وأنه عليها واجبًا قانونيًا لحماية رعاياها المشاركين في هذه المبادرة، فضلا على تحمل دول المنطقة مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه الحصار غير القانوني المفروض على غزة.
وألحت المنظمة على ضرورة إدانة أي هجوم أو عرقلة لعملية الأسطول بشكل علني والمطالبة بالحماية الفورية، مع تفعيل جميع الآليات الدبلوماسية والقانونية والقنصلية لمنع أي انتهاك لحقوقهم
تنسيق مع غزة
وقال عضو هيئة الأسطول الدكتور محمد بنور:"هناك تنسيق مع السلطات في غزة لاستقبال الأسطول، وتم تشكيل لجان على مستوى مستشفى الشفاء والعودة لذلك".
وأوضح بنور في تصريح لـ "عربي21"،"بلدية غزة في انتظار وصول الأسطول وتم وضع لجان طوارئ للاستقبال وإذا لم يحصل اعتراض ولكن صراحة هذا مستبعد جدا سيكون الوصول خلال ساعات".
ولفت إلى أن هناك "مساعدات مهمة تم توفيرها وشحنها على متن السفن، وهي متنوعة من أدوية وتبرعات غذائية ، والأموال التي تم جمعها وما تبقى منها سيتم إيداعها بمكتب الأونروا بغزة".
إيطاليا تطالب الاحتلال بعدم استخدام العنف
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني عن أمله في أن يسود المنطق السليم في التعامل مع "أسطول الصمود" المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه، مشيرا إلى أنه طلب من نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر عدم اللجوء إلى العنف.
وقال تاجاني في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء: "طلبت من وزير الخارجية الإسرائيلي عدم اللجوء إلى العنف"، مبينا أن الأخير قال إنه "لن يكون هناك عنف".
اظهار أخبار متعلقة
وألمح الوزير الإيطالي إلى أن إسرائيل لن تسمح بكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وأردف قائلا: "لقد حذرنا الأسطول من محاولة كسر الحصار، لا نعرف ما سيحدث".
وذكر أن البحرية الإيطالية لن تتمكن من مرافقة الأسطول في حال كسر الحصار البحري، لأنه قد يؤدي لنشوب صراع.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الإيطالية الثلاثاء إن البحرية الإيطالية ستنسحب من مرافقة أسطول دولي يحاول إيصال المساعدات إلى غزة بمجرد وصوله إلى مسافة 150 ميلا بحريا (278 كيلومترا) من الشاطئ.
وقالت الوزارة في بيان إنه بمجرد بلوغ الأسطول مسافة 150 ميلا بحريا، ستنسحب الفرقاطة الإيطالية المرافقة له "كما سبق وأعلنا ذلك عدة مرات في الأيام القليلة الماضية".
وأضاف البيان أن السفينة ستصدر تحذيرين للنشطاء، قبل انسحابها من المرافقة.
وكانت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، عرضت على الأسطول تجنب الذهاب نحو غزة وتسليم المساعدات لطرف ثالث لإيصالها إلى غزة، وأيد ذلك وزير الدفاع الإيطالي، لكن الأسطول رفض العرض.
وسبق أن مارست دولة الاحتلال أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.