قال الناشط والممثل الكوميدي الأيرلندي، تادج هيكي، وهو أحد المشاركين في "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى
غزة، إنه يأمل ألا يقدم
الاحتلال الإسرائيلي على قتله أو اغتياله مؤكدا أن "إسرائيل تنهار بالرغم من كل شيء، وأنهم يواجهون أكثر جيش يعاني من أمراض نفسية ويصعب التنبؤ بردود أفعاله في العصر الحديث".
وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21" أجريت معه الأربعاء قبل بدء الاحتلال اختطاف السفن والناشطين على متنها: "أتحدث باسم معظم من على متن السفينة: نحن لا نريد أن نُقتل؛ فكل ما أردناه هو إيصال الحليب للأطفال الجائعين. هذه جريمتنا، والباقي أصبح متروكا للمجتمع الدولي".
وحاولت "عربي21" التواصل مع هيكي صباح الخميس، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليه.
وذكر هيكي: "هناك مشاركون معنا من دول مثل السويد وألمانيا، بينما حكوماتهم تخلت عنهم قائلة: أنتم مخطئون لدخولكم منطقة حرب".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "من المرجح أن تكون هذه المرة الأخيرة التي أتمكن فيها من الحديث للإعلام، وأود أن أحيي بشكل خاص وسائل الإعلام التي واصلت السؤال عنا بشكل دائم؛ فهذا يعني الكثير بالنسبة لنا على المستوى الإنساني، خاصة عندما نكون في موقف خطير كهذا".
واستطرد الناشط والممثل الكوميدي الأيرلندي قائلا: "بصراحة، نحن واثقون من أنفسنا، ومدربون جيدا، ومستعدون جيدا، لكن مهما كانت درجة استعدادنا، فهناك دائما مستوى من عدم القدرة على التنبؤ. لذلك، فإن دعم البعض لنا يعني الكثير والكثير".
وتابع: "منذ ساعات ونحن على استعداد لأي اعتراض. الأجواء والمعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن الاعتراض وشيك".
وأردف: "كان هناك شعور بيننا، من لجنة القيادة إلى بقية المشاركين، بضرورة الاستعداد للاعتراض، حيث شعر أعضاء الطاقم أن الاعتراض وشيك جدا فاتخذوا كل الإجراءات التي تدربنا عليها".
وزاد: "إننا نسير في المياه الدولية، متجهين نحو غزة. ليس لدينا أي علاقة بما يسمى إسرائيل ولا مصلحة فيها"، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الدول مثل بريطانيا وأستراليا اعترفوا مؤخرا بدولة
فلسطين، ولهذا إذا كنت تعترف بفلسطين، فعليك أن تحترم أراضيها، وغزة بالطبع جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
استعداد لكل الاحتمالات
واستطرد هيكي قائلا: "حسب القانون الدولي، نحن في المياه الدولية متجهون نحو المياه الفلسطينية؛ فلماذا يُسمح لإسرائيل، وهي دولة ترتكب إبادة جماعية وحشية في فلسطين حاليا، أن تختطفنا في المياه الدولية أو الفلسطينية وتفعل بنا ما تشاء؟".
ولفت إلى أن "هناك تهديدات في الإعلام الإسرائيلي بوقوع خسائر جماعية في صفوف المشاركين في أسطول الصمود العالمي. لماذا يتمتعون بهذه الحصانة؟، لا أعرف. من المذهل أنه في هذه المرحلة، بينما تقر منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وكل إنسان عاقل بأن ما يحدث في غزة إبادة وتجويع متعمد، ما زالت إسرائيل تتمتع بهذه الحصانة".
اظهار أخبار متعلقة
وواصل حديثه بالقول: "نحن مستعدون لكل الاحتمالات، لكننا لسنا مذعورين، ونشعر فيما بيننا أننا في الجانب الصحيح من التاريخ. أنا شخصيا لست معتادا أن أكون في قلب الأحداث، لكن ضمن هذا التجمع الإنساني أشعر بيقين أننا على حق، وأن قضيتنا عادلة وأخلاقية، وأنها الحد الأدنى من التضامن مع أكثر شعب محاصر على وجه الأرض".
وقال هيكي: "لا أشعر بالخوف. لا أستطيع التحكم بما قد يفعله هذا الكيان المهووس، لكني أعلم أننا سنبقى سلميين تماما"، منوها إلى أنهم يحملون بعض المساعدات الإنسانية البسيطة مثل حليب الأطفال، والحفاضات، والإمدادات الطبية".
دعاية "الهاسبارا" الإسرائيلية
واستنكر الناشط والممثل الكوميدي الأيرلندي، التحريض الإسرائيلي المتواصل سفن أسطول الصمود العالمي، قائلا: "العالم كله يعرف أن الدعاية الإسرائيلية ودعاية الهاسبارا، لا تستحق حسب رأيي ردا جديا من الأساس".
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي "الهاسبارا" باعتبارها تقنية دبلوماسية عامة تسخّر فيها المعلومات المضلّلة ويربطها بأهدافه الإستراتيجية من أجل تبرير أفعاله، وتُعد "الهاسبارا" إحدى جبهات الحروب الإسرائيلية.
وأضاف هيكي: "اتهامنا بأننا ننتمي لحركة حماس لا يستحق الرد سوى بالسخرية. ككاتب ساخر، أتعامل مع الدعاية الإسرائيلية على هذا الأساس: سخافات يجب الاستهزاء بها".
وتابع: "إن كنّا حماس فهذا يعني أننا ننضم إلى عدد كبير من المنظمات والأفراد التابعين لحماس، ويشمل ذلك المؤثرة الأمريكية الشهيرة ميس راشيل وبابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر، وحتى قمصان البطيخ. نحن نتعامل مع أكثر مجموعة مريضة نفسيا وسخيفة عرفها العالم، وربما يكون هذا آخر ما تسمعونه مني خلال الفترة القادمة".
وواصل حديثه قائلا: "لا أعلم، ربما وُعدت إسرائيل بالبحر الأبيض المتوسط قبل 3000 عام، ربما يملكون العالم كله. لا أعلم، لكن آخر ما أعرفه أن هناك شيئا اسمه المياه الدولية والقانون الإنساني، وما زلت أؤمن بهذه القوانين".
دور المجتمع الدولي
واستطرد هيكي قائلا: "آمل أن يفعل المجتمع الدولي الصواب. ما زلنا نؤمن أن الحكومات الغربية خصوصا والقادة العرب يمكن أن يضمنوا لنا مرورا آمنا لغزة لإنقاذ حياة بعض الأطفال الجائعين".
وتابع الناشط والممثل الكوميدي الأيرلندي: "كل ما نريده هو فتح ممر إنساني، والعودة إلى منازلنا، وتمهيد الطريق لأساطيل أخرى تأتي بعدنا، لتكون بمثابة حزام ناقل للأمل والإنسانية من وإلى غزة. هذا كل ما نريده".
اظهار أخبار متعلقة
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة؛ إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي 2 آذار/ مارس الماضي، شدّدت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.