صحافة إسرائيلية

معاريف: السيسي يصف إسرائيل بـ"العدو" لأول مرة منذ اتفاقية السلام

مصر رفضت ضغوط إسرائيل بشأن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين- الأناضول
مصر رفضت ضغوط إسرائيل بشأن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين- الأناضول
نشرت صحيفة "معاريف" مقالا للكاتب مايكل هراري بعنوان، تناول فيه التوتر المتصاعد بين مصر ودولة الاحتلال على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها الإقليمية.

أوضح هراري أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب شهدت خلال العامين الماضيين حالة توتر شديد بفعل استمرار الحرب على غزة، ورغم ذلك استطاعت مصر المحافظة على مستوى من التقارب الاستراتيجي مع دولة الاحتلال، حتى في ظل مساعي تل أبيب المتواصلة لدفع الفلسطينيين نحو ما تسميه "الهجرة الطوعية".

وأشار إلى أن القاهرة التزمت باتفاقية السلام الموقعة عام 1979، ولم تمس بالتمثيل الدبلوماسي إلا مؤخراً عندما رفضت تعيين سفير لدولة الاحتلال الإسرائيلي جديد أو إرسال سفير مصري إلى تل أبيب.

وأضاف الكاتب أن مصر التزمت في العلن بانتقادات دبلوماسية متواضعة تجاه السياسات الإسرائيلية، لكن المسؤولين الإسرائيليين واصلوا الضغط على القاهرة خلال العامين الماضيين عبر طرح مقترحات اقتصادية، مثل إلغاء ديون، مقابل قبولها باستيعاب الفلسطينيين داخل أراضيها، وهو ما رفضته القاهرة بشكل صارم، معتبرة أن ذلك محاولة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.

ووفقاً لتقرير معاريف، فقد سرّبت جهات إسرائيلية مؤخراً معلومات تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة كوهين يدرسان اتفاقية الغاز الضخمة الموقعة بين شراكة "ليفياثان" ومصر، بزعم وجود خرق مصري لاتفاقية السلام.

وأوضح هراري أن هذا التسريب كان بمثابة رسالة ضغط على القاهرة، خاصة أن الاتفاقية تمثل أهمية استراتيجية لمصر التي تواجه أزمة اقتصادية ونقصاً في مصادر الطاقة. ورغم أن احتمالية إلغاء الاتفاقية ضئيلة، إلا أن مجرد طرحها أضرّ بالعلاقات بين البلدين.

وبيّن الكاتب أن مصر تعيش تحديات اقتصادية صعبة ناجمة عن تراجع عائدات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين، وانخفاض أعداد السياح، إضافة إلى أزمة الغاز الطبيعي، ما يجعل موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر تعقيداً. ورغم ذلك، يرى هراري أن السيسي لن يغير موقفه الرافض لسياسات إسرائيل، لالتزامه بدعم الفلسطينيين على المستوى الإقليمي، إلى جانب الضغوط الداخلية في مصر.

وأشار المقال إلى أن "هجوم الدوحة" الأخير أدى إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقات المصرية الإسرائيلية، مؤكدا أن على الإسرائيليين قراءة خطاب السيسي في المؤتمر العربي الإسلامي بعناية.

فقد جاء فيه ولأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979 وصف مباشر لإسرائيل بأنها "العدو"، حيث قال السيسي: "علينا أن نغير مواقفنا تجاه العدو من حولنا، حتى يدرك أن كل دولة عربية تمتد أراضيها من البحر إلى الخليج، وأن مظلتها تشمل جميع الدول الإسلامية والمحبة للسلام... وهذا يتطلب قرارات وتوجيهات حازمة وتنفيذها، لردع أي معتد".

وختم هراري مقاله بالتأكيد على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية وزعيمها يلعبان لعبة خطيرة، ويستخفان بقوة اتفاقيات السلام الموقعة مع مصر والأردن، في وقت يشهد الإقليم تصعيدا غير مسبوق.
التعليقات (0)

خبر عاجل