صحافة إسرائيلية

باحث إسرائيلي يحذر من حرب لبنان الثالثة.. "العد التنازلي بدأ"

اعتبر الباحث أن "حزب الله يحسب خطواته بالسنوات ووجهة نظره أن الهدوء قد يدوم طويلا"- الأناضول
اعتبر الباحث أن "حزب الله يحسب خطواته بالسنوات ووجهة نظره أن الهدوء قد يدوم طويلا"- الأناضول
قال الباحث الإسرائيلي إيال زيسر إنه قبل عامٍ واحدٍ بالضبط، انتهى "الصراع" على الحدود الشمالية مع حزب الله بما بدا وكأنه "هزيمةٌ ساحقة"، معتبرا ان  "حزب الله هُزم وخسر قادته وكبار قادته، وعلى رأسهم حسن نصر الله، بالإضافة إلى جزءٍ كبيرٍ من قدراته العسكرية، وبدا أنه لن يتعافى أبدًا".

وأضاف زيسر في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "في لبنان، انتُخب رئيسٌ وشُكِّلت حكومةٌ أعلنت التزامها بنزع سلاح الحزب، ولم يكن أمام الإدارة الأمريكية، المتفائلة والمنفصلة عن الواقع كعادتها، خيارٌ سوى التأكيد على أن تحقيق اتفاق سلامٍ إسرائيلي لبناني مسألة وقت".

وأكد "لكن في الحروب بين إسرائيل والعرب، لا توجد انتصارات مطلقة أو قرارات حاسمة، نهزم جيوش العدو، لنكتشف بعد أيام قليلة من إعلان وقف إطلاق النار أنها لا تزال حية ترزق. كان هذا هو الحال بعد الانتصارات العظيمة في حرب الاستقلال (أحداث النكبة) وعملية قادش (بداية للعدوان الثلاثي على مصر)، وكذلك في حرب الأيام الستة (نكسة 1967)، عندما جدد المصريون والسوريون إطلاق النار بعد أيام قليلة من هزيمتهم".

اظهار أخبار متعلقة


واعتبر أنه "في الحرب الحالية، يُعيد التاريخ نفسه. هذا هو الحال مع إيران، التي تُعيد بناء قدراتها تدريجيًا وتستعد للجولة القادمة، ومع حماس، التي لا تزال تُسيطر على القطاع بلا منازع. لكن يبدو أن لبنان يُمثل حالة فريدة من نوعها لفشل ذريع. ففي النهاية، لم يُمارس أي ضغط على إسرائيل لوقف قصف حزب الله، وقد بادرنا نحن، بمبادرة شخصية، إلى إبرام اتفاق معيب ومُشكوك فيه، كان يعلم الجميع أنه لا يُتيح لحزب الله أي فرصة للوفاء بشروطه".

وقال زيسر "كنا نعلم، ومع ذلك اتفقنا، آملين أن حزب الله - التنظيم الشيعي المتطرف الذي يُشكّل صراعه مع إسرائيل جوهر وجوده - سيُقرّر التصرّف بمسؤولية ويُلقي سلاحه. وبالطبع، كنا نأمل أن تُلقي الدولة اللبنانية - التي وصفها المبعوث الأمريكي توم باراك الأسبوع الماضي، عن حق، بأنها دولة فاشلة ومُختلّة وظيفيًا - بجيشها في وجه حزب الله، الأقوى والأكثر تصميمًا من الجيش اللبناني بعشرات المرات".

وأشار إلى أنه "هكذا، بعد عام من النصر الكبير في لبنان، يتبين أن شيئًا لم يحدث، وأن إنجازات الحرب تتآكل. ورغم أن حزب الله يتجنب الظهور العلني، ويمتنع عن العمل ضد إسرائيل، أو حتى الرد على هجماتها، فإنه يفعل ذلك ليس لأنه أصبح "متحمسًا للصهيونية"، بل لاعتبار بارد ورصين، تمامًا مثل حماس، أن هذا هو الوقت المناسب للتراجع حتى يهدأ الغضب، وانتظار فرصة سانحة".

وذكر أنه "في هذه الأثناء، يستعيد التنظيم قوته، ويحافظ على الدعم بين أفراد المجتمع الشيعي في لبنان، بل ويجد طرق تهريب الأسلحة من إيران لتحل محل تلك التي فقدها مع سقوط نظام بشار الأسد.. وحزب الله قليل الكلام، لكنه يُؤكد أنه لا ينوي تسليم سلاحه، وأن "المقاومة" خياره الاستراتيجي. السؤال ليس ما إذا كان سيستأنف عملياته ضدنا، بل متى".

وأضاف أنه "أمام هذا الواقع تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي، ويبدو أن بيننا من يفتقد الأيام السعيدة لـ "المقاومة الفلسطينية"، التي نفذنا خلالها عدداً لا يحصى من العمليات الصغيرة الناجحة التي لم تسفر عن أي تغيير حقيقي في الواقع".

واعتبر أنه "بينما تتباهى إسرائيل بحرية التصرف التي تتمتع بها في لبنان، وبالضربات التي توجهها لإرهابيي حزب الله الصغار، يبدو أن هذه الأفعال تستهدف الرأي العام والإعلام أكثر مما تهدف إلى إيذاء حزب الله بشكل مؤلم وشديد. هل يظن أحد حقًا أن حزب الله، الذي يملك عشرات الآلاف من المسلحين تحت تصرفه، سيستسلم لأننا قتلنا 300 من عناصره خلال العام الماضي؟".

اظهار أخبار متعلقة


وقال "لقد خفّض حزب الله من شأنه، ولم نعد نسمع تهديداتٍ وتباهيًا بقدراته، التي كانت تُؤرق صناع القرار الإسرائيلي. أصبح الحزب أقلّ كلامًا، ويتحدث بضعف، لكنه لا يزال يُعلن بوضوحٍ وحزمٍ أنه لا ينوي التخلي عن سلاحه، وأن "المقاومة" خياره الاستراتيجي.. وحزب الله يحسب خطواته بالسنوات، لذا من وجهة نظره، قد يدوم الهدوء الخادع على الحدود الشمالية طويلًا. لكن السؤال ليس ما إذا كان التنظيم سيجدد عملياته ضدنا، بل متى".

وختم بالقول إنه "من المناسب والمستحب أن تتحرك إسرائيل بعزم أكبر لإحباط التهديد القادم من الشمال، وإن لم تفعل، فعلى الأقل أن تراقب حزب الله عن كثب، حتى لا نفاجأ مرة أخرى. ففي نهاية المطاف، بدأ العد التنازلي لتجدد الصراع على الحدود اللبنانية".
التعليقات (0)

خبر عاجل