سياسة عربية

الجيش السوداني يعلن التصدي لهجوم بطائرات مسيّرة استهدفت سد مروي

هجوم بالمسيّرات للدعم السريع على مدينة مروي بشمال السودان - جيتي
أعلن الجيش السوداني، الخميس، أنه تصدى لهجوم بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع على مدينة مروي في الولاية الشمالية، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش وتضم أحد أكبر السدود في البلاد.

وقالت الفرقة التاسعة عشرة مشاة التابعة للجيش، في بيان، إن "الدفاعات الأرضية تصدت لعدد من المسيرات الانتحارية التي أطلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة"، موضحة أن الهجوم استهدف "مقر قيادة الفرقة ومطار المدينة وسد مروي"، قبل أن تتمكن المضادات الأرضية من "إسقاطها جميعا قبل أن تصل إلى أهدافها".


ونقل مصدر في الاستخبارات السودانية لوكالة فرانس برس أن سبعة صواريخ أطلقت على المدينة، بينما أفاد مراسل الوكالة بسماع نحو عشرة انفجارات، في حين قال شهود عيان إن عدد الانفجارات بلغ نحو 28 انفجارا بين منتصف الليل والفجر. وأكد شهود آخرون أن المدينة غرقت في الظلام بعد انقطاع كامل للتيار الكهربائي عقب الهجوم.

وبات استخدام الطائرات المسيرة سلاحا رئيسيا في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع بشن هجمات على مدنيين باستخدام طائرات مسيرة في عدد من المدن، بينما تنفي الأخيرة تلك الاتهامات وتؤكد أنها تراعي سلامة المدنيين.

ومنذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، وفق تقديرات أممية.


وتسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على 13 ولاية أخرى تمتد في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم. 

ويعد إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من 1.8 مليون كيلومتر مربع، غير أن غالبية السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يعيشون في مناطق تخضع لسيطرة الجيش.

وشنت قوات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية عدة هجمات على منشآت عسكرية ومدنية، أبرزها في الخرطوم خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفي بورتسودان شرقي البلاد في الربيع الماضي، بينما واصل الجيش ضرب مواقعها في دارفور وكردفان.

وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر٬ سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، لتحكم بذلك سيطرتها على كامل الإقليم الغربي. ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فر نحو 90 ألف مدني من الفاشر ومحيطها بعد سقوطها، معظمهم من النساء والأطفال، وكان أغلبهم نازحين في الأصل.

وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في منشور على منصة إكس، إن المدنيين "الذين تم تهجيرهم قسرا من الفاشر وبارا والنهود، لم يذهبوا إلى نيالا أو الفولة أو أي منطقة تحت سيطرة الميليشيا، بل اختاروا السير آلاف الكيلومترات إلى مناطق تحت سيطرة الدولة والقوات الحكومية حيث يجدون الأمن ومقومات الحياة".

وزار البرهان مؤخرا مخيم "الدبة" للنازحين، الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر من مروي.

ومنذ سقوط الفاشر، تتركز المعارك حالياً في إقليم كردفان الغني بالنفط، الذي يكتسب أهمية استراتيجية كونه يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور. وشهدت مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش في غرب كردفان والمركز الحيوي لشبكة السكك الحديدية، معارك عنيفة وحرائق خلال الأيام الأخيرة، وفق صور أقمار صناعية حللتها وكالة فرانس برس ومنصة "فيستا ماب" المتخصصة.

وتخضع مدينة بابنوسة منذ أشهر لحصار مشدد، شأنها شأن مدن الأُبيّض (شمال كردفان) وكادوقلي والدلنج (جنوب كردفان)، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة المعارك واتساع الأزمة الإنسانية في البلاد.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع