ما
زال العدوان الصهيوني على
غزة مستمرا في ظل الضوء الأخضر الأمريكي والهوان
العربي
والإسلامي، حتى تحولت غزة إلى منطقة منكوبة في البشر والشجر والحجر، فوفق بيانات
وزارة الصحة في غزة بلغ عدد إجمالي الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 تشرين
الأول/ أكتوبر 2023 حتى 20 آب/ أغسطس الجاري؛ 62,122 شهيدا،
كما بلغ عدد الجرحى 156,758 جريحا.
كما أعلنت منظومة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC) رسميا
حالة مجاعة في أجزاء من غزة في 22 آب/ أغسطس 2025، وما زالت الوفيات تتوالى من
الأطفال والكبار على السواء؛ الذين تحول جسدهم لهيكل عظمي وهم أحياء قبل الممات.
كما
بلغ عدد الشهداء عند نقاط وممرّات الحصول على الغذاء 2018 شخصا، فضلا عن إصابة
أكثر من 14,947 شخصا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، وذلك منذ 27 أيار/ مايو 2025 وحتى 20 آب/ أغسطس 2025، حتى أصبحت هذه الأماكن تسمى بمصيدة أو
شباك الموت.
في ظل هذه المأساة الكبرى في غزة وتعنت رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في وقف الحرب، وسعيه لاحتلال غزة -حرصا على البقاء على كرسيه- والمزيد اليومي من الدماء الطاهرة النازفة، فإن العرب والمسلمين ما زالوا في واد آخر
كما قدرت الأمم المتحدة
عدد النازحين داخليا من سكان غزة حتى منتصف آب/ أغسطس بنحو 1.9 مليون شخص (أي 90
في المئة من عدد السكان)، حيث نزحوا داخليا مرّات متعددة.
كما
تشير بيانات متعددة إلى
تدمير المباني في غزة، فحتى 5 آب/ أغسطس 2025 بلغ عدد
المباني المدمرة كليا 102,067 مبنى، وشديد الضرر 17,421 مبنى، ومتوسّط الضرر 41,895
مبنى، وفي تقديرات أخرى أن هناك إجمالي 192,812 مبنى "متأثرا" (أي نحو 70
في المئة من مباني غزة).
ولم
يترك هذا التدمير المؤسسات التعليمية والصحية، فوفقا لبيانات الأمم المتحدة فإن
حوالي 88.8 في المئة من مباني المدارس (501 من أصل 546) أصيبت مباشرة أو تضرّرت. كما
أن 18 من أصل 36 مستشفى فقط يعمل جزئيا، ومعنى ذلك
أي نصف مستشفيات غزة خارج الخدمة تماما والنصف الآخر يعمل جزئيا بما فيها
المستشفيات الميدانية. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في غزة في
حالة انهيار فعلي.
ووفقا
للبيانات المتاحة -وآخرها حتى أيلول/ سبتمبر 2024- عن
الخسائر والأضرار الاقتصادية في غزة، فإن البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة
الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة قدَّرت الأضرار في غزة بنحو 29.9 مليار دولار، وهي تمثل قيمة الأصول المادية التي
دُمِّرت أو تضرّرت بسبب الحرب (منازل، طرق، مدارس، مستشفيات، شبكات كهرباء..). كما
قدرت الخسائر بنحو 19.1 مليار دولار، وهي تمثل الآثار
الاقتصادية المتواصلة بعد بدء الحرب من: توقّف الإنتاج والدخل، وفقدان الإيرادات،
وزيادة تكاليف التشغيل. كما قدرت الاحتياجات ذات الأولوية بنحو 53.2 مليار دولار،
وهي تمثل تكلفة التعافي وإعادة الإعمار، حيث يشمل ذلك إعادة البناء بشكل أفضل
ومعايير السلامة والتكيّف واحتياجات الناس والمؤسسات لاستعادة الخدمات.
غزة ليست الكاشفة فقط، بل هي الفاضحة أيضا لكل متخاذل أو متآمر خوّان، فلا تنسوا غزة ولا تعتبروها خبرا عابرا من أخبار نشرات الأخبار اليومية، ومن لم يضع نفسه مع الحق فلا مكان له إلا فسطاط الباطل
وفي
ظل هذه المأساة الكبرى في غزة وتعنت رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في وقف الحرب،
وسعيه لاحتلال غزة -حرصا على البقاء على كرسيه- والمزيد اليومي من الدماء الطاهرة
النازفة، فإن العرب والمسلمين ما زالوا في واد آخر. فعلى القرب من فلسطين يوجد
لبنان الذي خرج فيه الآلاف لا ليدافعوا عن شرف الأمة وأهلهم في غزة، بل خرجوا لحفل
مطربة سورية وتسابقوا معها في الغناء والرقص وهي لم ترع حرمة المكلومين في غزة، بل
لم تراع حرمة دينها وهي تتمايل بالغناء وبيدها مسبحة تتراقص في يدها. وليس بعيدا
عن ذلك مصر، أرض العروبة وقلب الإسلام النابض والتي تحول النبض فيها إلى السكوت،
ففيها يعج الساحل الشمالي وشرم الشيخ والغردقة بالحفلات الماجنة دون حياء أو حمرة
خجل مما يحدث لإخوانهم في غزة.
إن
غزة ليست الكاشفة فقط، بل هي الفاضحة أيضا لكل متخاذل أو متآمر خوّان، فلا تنسوا
غزة ولا تعتبروها خبرا عابرا من أخبار نشرات الأخبار اليومية، ومن لم يضع نفسه مع
الحق فلا مكان له إلا فسطاط الباطل، ومن أجل البقاء في فسطاط الحق فلا أقل لنا من
ذكر غزة ليلا ونهارا والدعاء لأهلها سرا وجهرا، والسعي بكل جهد لتوفير احتياجاتهم
والضغط على الحكومات لا سيما مصر لفتح المعابر، لإمدادهم بما يحتاجونه من دواء
وغذاء وغير ذلك، مقاومة
الاحتلال حق مشروع أقرته الأمم المتحدة ذاتها، مع مقاطعة
السلع الصهيونية والأمريكية وكل شركة تتعامل معهما في دولنا العربية والإسلامية،
ولا نيأس من نصر الله، فالتاريخ خير شاهد على أن الأمة تمر بمخاض كبير كما مرت به
في عهد الناصر صلاح الدين، وإن غدا بمستقبل الإسلام الزاهر لقريب.
x.com/drdawaba