مروة الشرقاوي ومهرجان عنابة.. انسحاب واتهامات متبادلة بين التنظيم والمخرجة

أثارت المخرجة المصرية مروة الشرقاوي جدلًا واسعًا بعد كشفها عن تفاصيل صادمة خلال مشاركتها في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بالجزائر، حيث وصفت تجربتها بأنها "مهينة وغير إنسانية"، ما دفعها إلى الانسحاب من الدورة الخامسة للمهرجان.

في منشور مطوّل على حسابها الشخصي بموقع "فيس بوك"، روت الشرقاوي تفاصيل ما واجهته منذ لحظة تلقيها الدعوة وحتى وصولها إلى الجزائر. وأكدت أنها تأخرت في نشر ما تعرضت له احترامًا للشعب الجزائري الذي وصفته بـ"النبيل" وللتاريخ العريق للسينما الجزائرية.

وقالت إن التذكرة التي تلقتها لم تتضمن أي تفاصيل واضحة، وإنها اكتشفت لاحقًا أنها "تذكرة مفتوحة"، أي أنها تستطيع السفر فقط إذا توفر مقعد شاغر، ما اضطرها للانتظار نحو أربع ساعات في المطار قبل صعودها للطائرة في مشهد وصفته بـ"المهين للغاية". وأضافت أنه لم يكن هناك أي ترتيب للسفر الداخلي من الجزائر العاصمة إلى عنابة، ولم يتواصل معها أي شخص من إدارة المهرجان لمساعدتها، ولولا دعم أصدقائها الجزائريين لما تمكنت من الوصول إلى مكان الإقامة.

وتعرضت الشرقاوي لمزيد من الإحراج عند وصولها إلى الفندق، حيث لم يكن هناك أي حجز باسمها، واضطرت للتوجه إلى فندق آخر بمساعدة أصدقائها. وأشارت إلى أن مدير المهرجان تواصل معها مرة واحدة فقط ووعد بحل المشكلة، لكنه اختفى لاحقًا دون متابعة.

وفي ختام منشورها، طرحت الشرقاوي تساؤلات مؤلمة حول مصيرها لولا وجود أصدقائها أو موارد مالية، معبرة عن أسفها لما وصفته بـ"تمييز واضح بين النجوم الذين يحظون برعاية واهتمام وبين صناع السينما المستقلين". وأضافت: "لقد شعرت أنني في كابوس على كل المستويات، سواء التنظيمية أو المهنية أو الإنسانية، وقررت أن أعود إلى بلدي على أول طائرة".



من جهتها، أصدرت إدارة مهرجان عنابة بيانًا رسميًا رفضت فيه مزاعم المخرجة، واعتبرت أن المنشور يحتوي على "ادعاءات باطلة تمس صورة الجزائر والمهرجان"، مؤكدة أن الدعوة الرسمية كانت واضحة، وأن تعديل تواريخ السفر والإقامة كان بمبادرة المخرجة نفسها. وأعلنت الإدارة عن سحب الفيلم بشكل كامل ونهائي من البرنامج، مع احتفاظها بحق الرد القانوني على أي إساءة متعمدة.

واختتمت إدارة المهرجان بالتأكيد على أن مهرجان عنابة يبقى "منصة ثقافية وفنية رائدة في المتوسط، قائمة على الاحترام المتبادل، وحريصة على استقبال ضيوفها من جميع أنحاء العالم في أجواء راقية تعكس القيم النبيلة للجزائر وشعبها".