صحافة إسرائيلية

دولة الاحتلال تترقب لقاء ترامب ونتنياهو.. قرار التصعيد في لبنان مؤجل حتى نهاية الشهر

غزة في صدارة المباحثات.. إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح وإزاحة حماس - جيتي
غزة في صدارة المباحثات.. إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح وإزاحة حماس - جيتي
شارك الخبر
تترقب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اجتماعا مرتقبا في نهاية الشهر الجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تقديرات بأن اللقاء قد يرسم ملامح السياسة الأمنية لتل أبيب في أكثر من ساحة إقليمية، تشمل قطاع غزة ولبنان وسوريا وإيران، وربما يتجاوزها إلى ترتيبات أوسع في المنطقة.

وبحسب ما نقلته ليلاخ شوفال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن مختلف الجبهات تبقى عمليا في حالة “تعليق مؤقت” إلى حين انعقاد الاجتماع، إذ تم تأجيل خطط إسرائيلية لخوض عدة أيام من القتال في لبنان، كانت تهدف إلى إضعاف حزب الله، بانتظار التفاهم بين الزعيمين.

قائمة مطالب عسكرية وأسلحة متطورة
من المتوقع أن يصل نتنياهو إلى البيت الأبيض حاملا “قائمة طويلة من المصالح الإسرائيلية”، تتصدرها طلبات تتعلق بالحصول على ذخائر وأسلحة متطورة لتعزيز ما يصفه الاحتلال بـ”تفوقها النوعي”. وتشير الصحيفة إلى أن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية تجري في هذه المرحلة مناقشات مكثفة حول هذه المطالب، مع تركيز خاص على زيادة عدد الصواريخ الاعتراضية في منظومات الدفاع الجوي.

كما سيبحث نتنياهو مع ترامب ملف مذكرة التفاهم الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي اتفاقية مساعدات تجدد كل عشر سنوات، وقعت آخر مرة في أيلول/سبتمبر 2016. وتبدي تل أبيب اهتماما كبيرا بتجديد المذكرة وربما زيادة حجم المساعدات، وسط آمال بأن تكون إدارة ترامب أكثر استعدادا لتلبية هذه المطالب.

غزة… العقدة الأكثر حساسية
ويصف الاحتلال الإسرائيلي ملف قطاع غزة بأنه “الأكثر حساسية” على جدول أعمال اللقاء. فبينما دعم ترامب بقوة اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى٬ تتركز النقاشات حاليا على الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن – من جهة – انسحاب الجيش الإسرائيلي وبدء إعادة إعمار القطاع، ومن جهة أخرى، إصرار الاحتلال على نزع سلاح غزة وإقصاء حركة حماس عن الحكم.

وتؤكد تل أبيب بحسب الصحيفة، أنها غير مستعدة للانتقال إلى المرحلة الثانية قبل استعادة المختطف ران غويلي، وقبل التوصل إلى “حل جذري” لحركة حماس.

في المقابل، التزم الأمريكيون – وفق التقرير – بنهج سبق تطبيقه في فيتنام والعراق، عبر إنشاء مقر قيادة للبعثة في غزة برئاسة جنرال أمريكي، يتولى الجوانب الأمنية والإنسانية، بما في ذلك إيصال الغذاء وجمع النفايات.

غير أن مقر القيادة في كريات جات، بحسب المصادر الإسرائيلية، سرعان ما أدرك حجم الفجوة بين التصورات النظرية والواقع الميداني، ما أبقى إسرائيل – عبر هيئة الأركان المشتركة – الجهة الأساسية المسؤولة عن إدخال وتنسيق المساعدات الإنسانية.

اظهار أخبار متعلقة


“غزة جديدة” في رفح
وتروج الولايات المتحدة لفكرة إنشاء “غزة جديدة” في منطقة رفح، تقوم على تسييج منطقة خالية من وجود حركة حماس، وبناء مساكن ونقل السكان إليها على مراحل، بهدف إخراجهم من سيطرة الحركة.
وتنقل الصحيفة عن مصادر إسرائيلية تشكيكها في واقعية الخطة وإمكانية تنفيذها، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أن الاحتلال يسمح لواشنطن بالترويج لها، ويسعى للتعاون معها، حتى لا يتهم بعرقلة المسار الأمريكي.

رغم الضغوط الأمريكية، تشير "إسرائيل اليوم" إلى عدم استعداد أي دولة عربية لإرسال قوات إلى قطاع غزة لمواجهة حماس أو الاشتباك معها. وفي هذا السياق، يقول الاحتلال إنه أنشئ وحدات خاصة مهمتها تقديم الدعم اللوجستي لأي قوة دولية قد تصل إلى القطاع، “إن وصلت”.

وترى مصادر إسرائيلية أن تل أبيب في وضع “مربح في الحالتين”: فإذا نجحت الولايات المتحدة في تهدئة حماس بطريقتها الخاصة، تستفيد إسرائيل من النتيجة، وإذا فشلت، تكتسب شرعية للتدخل العسكري.

وينقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: “إلى أن يظهر طرف – تركي أو قطري أو مصري – يقدم لنا تفسيرا لكيفية تفكيك حماس، لن نتحرك قيد أنملة. الأمريكيون يدعموننا، وإذا نجحوا في بناء غزة جديدة ونقل 20 ألف غزي إليها في البداية، ثم 200 ألف خلال عام، ومليون خلال خمس سنوات، فمن نحن لنعترض؟”.

وأضاف المسؤول: “لن ننجح في إخراج آخر بندقية كلاشينكوف من غزة، لكن المهم أن تفي الإدارة الأمريكية بوعدها بألا يكون هناك وجود لحماس في النهاية”.

قيود أمريكية على الحركة في غزة
وفي اعتراف لافت، أقر مسؤول إسرائيلي كبير بأن الوضع في غزة يختلف جذريا عن حرية العمل التي يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، مستشهدا بتصريح ترامب الأخير الذي قال فيه إن الولايات المتحدة “تدرس” ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار باغتيال القيادي البارز في حماس رائد سعد.

في الساحة اللبنانية، تسعى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى تنفيذ عدة أيام من القتال لإعادة “موازنة” قدرات حزب الله، ليس فقط في الجنوب، بل في مناطق أخرى، مع تركيز خاص على بيروت، حيث تتهم تل أبيب الحزب بإعادة تأهيل بنى تحتية عسكرية، في ظل نشاط محدود للجيش الإسرائيلي هناك.

ورحب الاحتلال بتصريحات الحكومة اللبنانية بشأن الالتزام بنزع سلاح حزب الله، لكنها تشكك – بحسب التقرير – في جدية الجيش اللبناني وقدرته على تنفيذ ذلك. بل ذهب مسؤول إسرائيلي رفيع إلى اعتبار هذه الجهود “محاولة فاشلة”.

ومن المتوقع أن ينسق نتنياهو مع ترامب أي تحرك محتمل ضد حزب الله، وسط تقديرات بأن الرئيس الأمريكي قد يفضل استنفاد الحلول الدبلوماسية أولا، كما يظهر في الحديث غير المألوف عن تعاون اقتصادي محتمل بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان.

سوريا وإيران والسعودية على الطاولة
وسيناقش الزعيمان أيضا إمكانية إقامة ترتيبات أمنية بين الاحتلال وسوريا. وتبدي إسرائيل اهتماما بالتوصل إلى تفاهمات مع نظام أحمد الشرع، لكنها لا تعتقد – وفق المصادر – أن مواقفه الجوهرية قد تغيرت، رغم وجود “فرصة معقولة” لاتفاق أمني محدود.

أما الملف الإيراني، فتصفه الصحيفة بـ”رأس الأفعى”، حيث ستطرح تل أبيب مخاوفها من محاولات طهران استئناف برنامجها الصاروخي، إضافة إلى آخر التقديرات الاستخباراتية بشأن برنامجها النووي بعد حرب الأيام الاثني عشر في تموز/يونيو الماضي. كما سيبحث استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية.

تخلص الصحيفة إلى أن تل أبيب تعلق آمالا كبيرة على اللقاء، رغم القلق من موقع الشرق الأوسط المتأخر في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الأخيرة.

ويقول مصدر أمني رفيع للصحيفة: “تحتاج إسرائيل إلى ترسيخ مكانتها كقوة عسكرية إقليمية وحامية للمصالح الأمريكية. الوضع معقد وغير مثالي، لكن الفرص مع إدارة متعاطفة مثل إدارة ترامب كبيرة”.
التعليقات (0)

خبر عاجل